صيادو الأسماك البحرية “رزقهم مقسوم”.. الخسائر تتفاقم …والتيار الكهربائي في قفص الاتهام

شو صاير 15:34 09-08-2022

الكل أمام الأسماك متساوون في تحصيل الرزق.. لا يمكن أن نجد الاختلاف إلا أمام الساعي لرزقه باجتهاد..
وفي محافظة طرطوس يتسابق الصيادون لإخراج ما بعث لهم من أرزاق رغم الرحلة الشاقة التي يمرون بها وعبرها…
لكن على ما يبدو أن هذه الرحلة تمر عبر مطبات كثيرة لا حصر لها بدءا من صعوباتها وليس انتهاء بأزمة الكهرباء التي تفرض نفسها في كل المجالات..

*جولة مع عشاق السمك والصيادين ..

كي نعبر هذه الرحلة كان “للثورة” وقفة مع عشاق السمك والصيادين حيث لفت “عمار ديوب” بائع سمك وصاحب مسمكة بطرطوس “بقوله بأن هناك أنواعا كثيرة من الأسماك لايمكن عدها والرزق منها وفير ،منها الغبص ،السفرني، الحداد ،السلطاني ،الصرغوص ..وغيرها الكثير ،ولكن الخسائر كبيرة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ،وأضاف أنه بالرغم من شراء الامبيرات لا يمكن أن نعوض أجور العمال ويمكن أن نقول إن الخسائر تصل لأكثر من /2/ مليون ل.س شهريا أما الخسائر ببيع السمك فتكون حسب الصيد والبيع .
كذلك نواجه صعوبات حاليا بسبب قلة المازوت لكن يساعدنا الموسم الصيفي على اصطياد كل انواع الأسماك البحرية.
وأشار إلى أن سوء حفظ الاسماك وتخزينها يؤدي إلى التسمم پشكل عام ، متمنيا دعم الصيادين بزيادة كمية المازوت ، ودعمهم بالقروض وتسهيل كل إجراءات الصيادين خاصة في ساحلنا الذي يشتهر بأفضل أنواع السمك..وطالب بزيادة حصتهم من التيار الكهربائي الذي يساعدهم في حفظ السمك للزبائن .

* شاقة وشيقة معا ..

التقت أيضا الثورة الصيادين على البحر وفي المزادات العلنية في طرطوس حيث أكد الصياد و بائع السمك “خليل خضور” العامل في المهنة منذ نحو /42/ عاما بقوله:
إن مهنة اصطياد السمك هي مكلفة وشيقة معا إذا ما وضعنا الاولوية للصياد قبل كل شيء الذي يأخذ بدوره حاجياته ليصطاد السمك لنحو /12/ ساعة متتالية من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا ليبحث عن السمك، فمنه ما يجمعه والباقي يباع في المزاد العلني.. وما يكسد من سمك يتم رميه كي لا يسبب التسمم للناس .
مضيفا أن المواسم حاليا هي مناسبة والمناخ يلعب دورا كبيرا في اصطياد السمك وفيما يخص تكلفة الإنتاج فأشار إلى ارتفاعها مقارنة بالجهد الذي يبذله الصياد ، منوها إلى أن الموسم الشعبي من السمك يحظى بمكانة جيدة لدى الجميع.
مشيرا إلى أن الصعوبات تكثر أثناء الشتاء والخريف فكل ارتفاع بأسعار السمك هي مقابل ارتفاع تكلفة المواد التي يستخدمها الصياد..
عدا عن خطر الاصطياد في أجواء الشتاء حيث غاب الكثير من الصيادين وأخذتهم المياه لدول أخرى …
وأكد بائع السمك “عبد اللطيف سقور” أنه يقوم بتلبية طلبيات الزبائن من الأسماك البحرية التي تفوق /100/ صنف ويختلف سعرها حسب النوع ولكن أفضل الأنواع المباعة هي الأسماك الشعبية متل البالميدا ، حيث يصل سعر الكيلو البالميدا من 8-15الفا أما باقي السمك مثل اللقص والفريدي والسلطاني من 30-60الفا
والسفرني والامتياز 25-40الف ل. س

*السمك المدلل يغيب ..

لدى لقائنا بالعديد من الناس وبفئات مختلفة لاحظنا أن بعض أطباق السمك يغيب بشكل شبه كامل عن الموائد نتيجة ارتفاع أسعار معظم الأصناف عدا عن الأصناف التي تتمتع بسعر مقبول إلى حد ما ..
واضافت “ليلى حمد” أن شراء طبق السمك أصبح من الكماليات وتعزف معظم الأسر عن شرائه اولا بسبب سوء التخزين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وثانيا بسبب غلاء الأصناف المرغوبة .
أما “سهيلة محمود” فأكدت أن تنوع الأصناف والوجبات الغذائية يمكن أن تعوض غياب السمك عن المائدة وربما تحضر بشكل وسطي كل شهر او شهرين مرة ..

*بحاجة لسوق منظم للسمك..

نقيب الصيادين الحج “فاروق بهلوان” أكد أن أسعار الأسماك انخفضت اليوم حتى النصف والصياد نتيجة غياب المازوت والكهرباء و معظم الصيادين لا يذهبون للصيد بسبب ضعف المازوت حيث يتم منحهم نحو /70/ليتر مازوت شهريا وهو لا يكفي لإتمام عمل الصيادين.. ولفت إلى صعوبة إقامة سوق خاص للاسماك لجميع الصيادين نتيجة عدم تواجد مقر للجمعية واضاف بقوله .. قدمنا سابقا للمحافظة بطلب للحصول على مقر يبلغ نحو /50/ مترا لكن لم تأت الموافقة حتى اليوم نتمنى مساعدتنا على إقامة مقر للجمعية ينشأ عليها سوق منظم للسمك يكون البيع فيه “جملة،مفرق”..

*في الختام ..

ومع كل ما سبق لا يسعنا سوى أن ننتظر وجبة سمك بجهود حثيثة مع سنارة وشبك قد يوفر علينا مستلزمات ما نجمع ونأكل من السمك دون الحاجة للبحث عن المزادات العلنية أو الحسرة بشراء بعض السمك الذي لا يمكن أن يخزن سوى ليوم واحد فقط بسبب غياب التيار الكهربائي الذي بدوره يضعف عملية التخزين اذا ما أدى إلى التسمم..