قمح البعل ليس بخير في درعا

اقتصاد سورية 12:04 12-05-2022

بذلت الجهات المعنية بالقطاع الزراعي بدرعا جهوداً كبيرة للحصول على موسم وفير في إنتاجية القمح هذا العام عبر تقديم الدعم “حسب المتوفر” للفلاحين.. و في هذا السياق نتساءل هل حققت تلك الجهات مطالب الفلاحين في توفير مستلزمات العملية الإنتاجية..؟
وما هي الصعوبات والمعوقات التي عانوا منها خلال الموسم الحالي..؟
وبالتالي ما هي مطالبهم للنهوض بواقع زراعة القمح.


* هموم الفلاحين..
خلال استطلاع “الثورة” لآراء مزارعي القمح بدرعا حول الصعوبات التي تواجه هذه الزراعة أكد المزارع “فهد الأحمد” أن زراعة القمح متأصلة بالمحافظة، وهي مصدر رزق لهم، حيث كانت حوران “إهراءات روما” ومخزن القمح قبل مئات السنين بسبب كثرة إنتاجها وخاصة وأن القمح الحوراني هو من النوع القاسي المرغوب في صناعة المعجنات والمعكرونة، ولكن هناك هموم وصعوبات تواجه هذه الزراعة وأدت لتراجع الإنتاحية بشكل ملحوظ، ومنها شح مياه الأمطار والسماد والمحروقات وغلاء البذار.

* غلاء الأجور..
ولفت المزارع “عقله العوض” إلى أن أجور الفلاحة أصبحت غالية بسبب غلاء المحروقات، حيث وصلت أجرة فلاحة الدونم نحو ٢٥ ألف ليرة.
وبدوره أشار “وليد العايد” إلى أن ثمن الأدوية الزراعية ومبيدات الأعشاب كاوية، مطالباً بضرورة توفيرها عن طريق المصارف الزراعية بأسعار تشجيعية.
وأوضح “هشام المصري”: أن كمية المحروقات المخصصة للري قليلة ولا تناسب حاجة الفلاحين لسقاية القمح، حيث كان من المفروض زيادة الكميات لمساعدة الفلاحين والوصول لإنتاحية جيدة تدعم الاقتصاد الوطني.


* السماد غير كافٍ..
وكشف “أحمد حجازي” رئيس مكتب الشؤون الزراعية باتحاد فلاحي درعا أن هناك اهتماماً كبيراً، ودعماً لمزارعي القمح من قبل المحافظة والزراعة، ولكن كميات السماد الواردة عبر المصارف الزراعية غير كافية مقارنة مع حاجة المساحات المزروعة، وبالتالي يضطر الفلاح للشراء من السوق السوداء بأسعار كاوية ومرهقة، أو يترك المحصول من دون سماد وبالتالي تراجع الإنتاجية.
مشيراً إلى أن اتحاد الفلاحين يعمل على التواصل مع الجهات المعنية لتلبية مطالب الفلاحين ودعم العملية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.

* مطالب بمراكز جديدة..
وشكا فلاحو بصرى وغصم والجيزة وطفس وتل شهاب وبلدات منطقة الشجرة ونوى من عدم وجود مراكز شراء في تلك المناطق وهذا الأمر يؤدي إلى دفع تكاليف مادية إضافية لشحن القمح إلى مركز إزرع أو الصنمين.
مطالبين بضرورة إحداث مراكز شراء مؤقتة موسمية في منطقة الشجرة وطفس ومدينة درعا ونوى وبصرى الشام لتخفيف الأعباء على الفلاحين.
* ٩٣ ألف هكتار..
وفي هذا السياق فقد قال مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش إن الفلاحين بدرعا قاموا بزراعة أكثر من ٩٣ ألف هكتار بالقمح منها ١٠٩٠٠ هكتار مروي و٨٢٤٠٠ هكتار بعل، حيث وصلت نسبة المساحة المزروعة بالقمح المروي إلى ١١٨% والبعل ١٠٣% وهذا الشيء يؤكد أن لدى الفلاحين الرغبة بزراعة القمح كونه زراعة متأصلة واستراتيجية بالمحافظة.


* البعل ليس بخير..
وبيًّن “الحشيش” أن محصول القمح البعل والمروي بمناطق الاستقرار الأولى والثانية غرب المحافظة وضعه جيد بسبب كمية هطول الأمطار الجيدة في تلك المنطقة خلال الموسم ووجود السدود والآبار، ولكن بمناطق الاستقرار الثالثة والرابعة فهو بوضع سيء وقام الكثير من الفلاحين بتضمين مساحات لابأس بها للأغنام بسبب تدني كمية الأمطار بتلك المنطقة وبالتالي تراجع إنتاجية المحافظة بشكل عام، حيث كان يصل إنتاج المحافظة بالمواسم المطيرة نحو ١٣٠ ألف طن والموسم الحالي لم يتم الوصول لرقم نهائي لإنتاج القمح بسبب

تغير الظروف المناخية والطقس.

دعم بالمحروقات..
ولفت “الحشيش” إلى أن لجنة المحروقات الفرعية دعمت مزراعي القمح المروي بالمحروقات والكهرباء – حسب المتوفر- منها، وخصصت كميات لابأس بها لري المحصول وإنقاذ الموسم، ولكن هناك قلة بعدد طلبات المازوت الواردة للمحافظة بسبب ظروف الحصار الجائر على سورية وبالتالي تم توزيع الكميات المتاحة للزراعة على المساحات المنفذة فعلياً، بالتوازي مع توفير الأدوية الزراعية ومكافحة فأر الحقل وحشرة السونة وغيرها من أمراض قد تصيب القمح.


* جاهزية الإطفاء..
ونوه قائد فوج إطفاء درعا العقيد “محمد المحاميد” إلى أن سيارات وعناصر الفوج جاهزة للتدخل وتنفيذ عمليات إخماد الحرائق في الحقول، حيث وجه المهندس “لؤي خريطة” محافظ درعا بتوزيع عناصر وسيارات الإطفاء وصهاريج التعبئة في مختلف مناطق المحافظة للتدخل في حال حدوث أي حريق.
* تجهيز مركزين للشراء..

وحول تحضيرات فرع الحبوب لشراء القمح من الفلاحين أوضح المهندس “حميدي الخليل” مدير الفرع أنه تم تجهيز مركزين للشراء في إزرع للدوكمة والصنمين للمشول، وتم صيانة القبابين ومخابر فحص القمح، وتجهيز الساحات والصوامع لتخزين الإنتاج، بالتوازي مع تدابير الوقاية والأمان والحراسة ووضع كاميرات مراقبة وتأمين سيارات الإطفاء بالتعاون مع فوج الاطفاء والزراعة.
* مكافأة للموردين..
وكشف “الخليل” أن الحبوب ستقوم بصرف مكافأة تشجيعية للفلاحين الموردين للحبوب تقدر بـ ٣٠٠ ليرة بالإضافة لثمن القمح البالغ ١٥٠٠ ليرة للكغ.
مطالباً الفلاحين بضرورة تسويق القمح لفرع الحبوب وسوق يتم دفع الثمن بأسرع وقت ممكن عبر المصارف الزراعية.


* توفير أكياس للراغبين..
وقال “الخليل” إن الفرع جاهز بالتعاون مع اتحاد الفلاحين والجمعيات، لتأمين أكياس الخيش لتعبئة القمح لمن يرغب بأسعار تشجيعية، حيث تم تخصيص مركز الصنمين لشراء القمح المشول.

* خلاصة القول..
نستنتج أن هناك جهوداً كبيرة بذلتها الجهات المعنية بدرعا للحصول على موسم وفير من القمح، ولكن هناك منغصات وظروف خارج الإرادة مثل شح الهاطل المطري وقلة السماد والمحروقات وقفت عائقاً في وجه الفلاح، بالتوازي مع مطالب محقة للفلاحين في أهمية توفير الأسمدة والمحروقات والأدوية الزراعية وزيادة عدد مراكز التسويق، وتحسين سعر الشراء لتشجيع الفلاحين على مواصلة زراعة القمح وتوفير رغيف الخبز للمواطن.