مشروع الضاحية العمالية ومنطقة البصيرة بطرطوس ..واقع خدمي سيىء ومشاريع تنتظر التنفيذ

محليات 08:07 22-09-2020

بموقعٍ متميز وإطلالةٍ بحرية مباشرة بطول 4 كيلو مترات وعلى مسافة 12 كيلو مترا شمال مدينة طرطوس وتحديداً غرب قرية حصين البحر تمتد الضاحية العمالية بأبنيتها الحديثة المنظمة التي أنشئت كسكنٍ خاص لموظفي وعمال طرطوس تليها البصيرة التي بنيت كمنطقةٍ سياحية مخصصة للاصطياف واللتان تتبعان إدارياً إلى بلدية حصين البحر.
لكن خلال سنوات الحرب الأولى على سورية أصبحت كل من المساكن العمالية والبصيرة حاضنة لكثيرٍ من السوريين بعد أن فقدوا منازلهم وأملاكهم بفعل الإرهاب والدمار الذي لحقَ بهم
والنتيجة تضاعف أعداد القاطنين فيهما إلى درجة التضخم السكاني الذي لم يكن من اليسير تداركه والذي يقدر مجموعه حالياً بخمسةٍ وعشرين ألف نسمة رغم كل الجهود المبذولة لعودة المهجرين منهم إلى ديارهم، الأمر الذي تسبب بجعل كل من الضاحية العمالية والبصيرة يرزحان تحت وطأة حملٍ ثقيل وتحديات جمة على صعيد الواقع الخدمي.
الثورة قامت بجولة ميدانية على كل من الضاحية العمالية والبصيرة والبداية كانت من الضاحية العمالية التي ُصممت لأن تكون نموذجاً عصرياً للحياة المتكاملة البعيدة عن صخَب المدن لكن الواقع فيها أبعد مايكون عن ذلك وتلك حقيقةٌ سيكتشفها الزائر لمجرد أن تقع عيناه على أكوام القمامة المكدسة على أطراف الأرصفة والحدائق المهملة التي غطاها نبات القصب الذي شكل بيئة مثالية لتكاثر الحيوانات الشاردة والجرذان وأعمدة الإنارة المعطلة التي وصفها أحد المواطنين للزينة فقط ومياه الصرف الصحي المتدفقة على شاطئ البحر بالرغم من وجود محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي والطريق البحري الذي تعرضت أجزاءٌ كبيرة منه للانهيار منذ سنوات ولم يعد صالحاً للخدمة ومركز السورية لتجارة في مساكن معمل الأسمنت الذي يتحول لساحة للتدافع والعراك أثناء توزيع المواد التموينية.
أما في البصيرة التي يعول عليها سياحياً في المنطقة فالواقع فيها ليس بأفضل حال فتلال القمامة تفوق مثيلاتها في الضاحية و برك المياه الآسنة التي شكلتها مياه الصرف الصحي تنتشر بكثرة مسببة انتشارا للروائح الكريهة و الحشرات الناقلة للأمراض.
الثورة التقت رئيس بلدية حصين البحر المهندس إبراهيم علي ديوب ونقلت إليه شكاوى المواطنين المتعلقة بالواقع الخدمي في الضاحيةِ العمالية والبصيرة وملخص مشاهداتها بعد جولتها الميدانية لمعرفة الإجراءات المتخذة من قبل البلدية لتحسين الواقع الخدمي و المعوقات التي تقف أمام تطويره
أولا بالنسبة للصرف الصحي أوضح لنا أن الضاحية العمالية لا تعاني من أي مشاكل في شبكة الصرف الصحي ولكن المشكلة تتمثل في أن مياه الصرف الصحي للضاحية تنتهي إلى الشاطئ مباشرة تحديداً في الموقع الذي يرتاده الناس عادةً لممارسة السباحة على الرغم من وجود محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي ولكنها خارج الخدمة حالياً بحجة أعطالها المتكررة مع العلم أنها دخلت في الخدمة منذ فترة ليست بالبعيدة.. وفيما يتعلق بالصرف الصحي في البصيرة بين لنا أنه قد تم تنفيذ نصف مشروع مخطط شبكة الصرف الصحي المعدة للبصيرة والنصف الآخر لم ينفذ بعد والعديد من الأبنية والمنازل قد ربطت فعلاً بشبكة الصرف المنفذة ومازالت الطلبات تقدم إلينا بهذا الخصوص مع العلم أن البصيرة أصبح فيها محطةٌ لمعالجة مياه الصرف الصحي وهي قيد العمل حالياً. وأشار أيضاً إلى أن البلدية تلقت كتاباً من منظمة اليونيسف تعرب فيه عن استعدادها لتمويل النصف المتبقي من شبكة الصرف الصحي وتمت الموافقة عليه وقد أدخل المشروع إلى خطة عام2020 ولكن حتى الآن لم ينفذ بعد..
وعن واقع النظافة بين لنا أن البلدية تمتلك ثلاثة جرارات فقط وأحد هذه الجرارات يعاني من الأعطال المتكررة ولذلك خصصت البلدية أحد الجرارين المتبقيين لترحيل القمامة عن البصيرة بشكل يومي نتيجةً لتردي الواقع فيها والجرار الآخر يعمل بالتناوب بين كل من حصين البحر وعبة من جهة والضاحية العمالية من جهة أخرى حيث خصص لكلٍ منها ثلاثة أيام في الأسبوع فقط
ولأن (القمامة في البصيرة مشكلة المشاكل) كما قال يرى ديوب أن البصيرة لها حلان فقط إما حاويات للقمامة وهذا مستحيل حالياً لعدم وجود السيارات المخصصة لها والحل الثاني أن يفرز للبلدية بوكيت (تركس صغير ) وهذا ماتطالب به البلدية منذ فترة متعهداً إنه في حال نفذ هذا الطلب ستصبح البصيرة خاليةً تماماً من القمامة.
وكشف أيضاً أنه ومنذ أن أستلمَ رئاسة البلدية قام بأكثر من عشر حملات للنظافة في البصيرة وهذا يعني أن البلدية سوف تستأجر بوكيت (تركس صغير) مع جرارات إضافة إلى جرارات البلدية. وكشفَ أيضاً أن البلدية تعد لحملة تنظيف جديدة في الأيام المقبلة مع العلم أن هذه الحملة مكلفةٌ بالنسبةِ لميزانية البلدية المتواضعة.
وقد أعرب لنا عن أسفهِ وإنزعاجهِ حين أكد لنا انه وبالرغم من كل الجهود التي تبذلها البلدية لتحسين واقع النظافة فإننا نشاهد بالمقابل انعدامًا شبه كامل لثقافة النظافة من قبل المواطنين في الضاحية العمالية والبصيرة وهي أحد الأسباب الرئيسية لفوضى انتشار القمامة.

الثورة نقلت له شكوى المواطنين حول مشكلة الطريق الممتد على طول الشاطئ المقابل للضاحية الذي تعرضت أجزاءٌ كبيرة منه للانهيار نتيجة العوامل الطبيعية والحت البحري والخطورة المستقبلية في تآكله المستمر وقربه من الأبراج السكنية التي لا تبعد عنه سوى أمتار قليلة حيث كشف لنا أنه وبعد العديد من الشكاوى والمطالبات من قبل الأهالي تمت الموافقة على إصلاحه من قبل المحافظة والتي أوعزت إلى مديرية الخدمات الفنية لإدراجه ضمن خطة عام 2020 ولكن وحتى الآن لم ينفذ أيٌ شيء.. ونحن كبلدية خاطبنا الخدمات الفنية لمعرفة أسباب التأخير ونحن بانتظار الرد. أما بالنسبة إلى باقي الطرق في الضاحية العمالية فهي بحالة جيدة..
أما في البصيرة فأوضح أنه تم في العام الماضي تزفيت العديد من الطرق ومنها الطريقان الرئيسيان طريق 16والطريق الممتد من الأتوستراد إلى قلب البصيرة بقيمة إجمالية80 مليون ليرة سورية..
وبخصوص النقل أوضح ان الضاحية العمالية يعمل عليها العديد من سيارات الميكروباص وهي قليلة نسبياً أما في البصيرة فقاطنوها يعتمدون على وسائل النقل الخاصة بهم مع العلم أن الشركة العامة للنقل تسير باصين بشكل يومي إلى كل من الضاحية العمالية والبصيرة.
وعن الصحة بين لنا أنه من المفترض ضمن مخطط الضاحية العمالية الجديدة أن يبنى فيها مركز صحي، ولكن هذا لم يحصل ولهذا السبب فإن من يحتاج إلى الرعاية الطبية يلجأ إلى مستوصف مساكن معمل الأسمنت الأقرب إليها
البصيرة. وأشار إنه وبالرغم الكثافة السكانية العالية فإنها لاتحتوي سوى مركز طبي واحد تابع للهلال الأحمر العربي السوري.
ورداً على شكاوى المواطنين حول مركز السورية للتجارة في مساكن معمل الأسمنت وهو الوحيد من نوعه في الضاحية والبصيرة الذي يشهد أثناء توزيع مادة الغاز والمواد التموينية ازدحاماً إضافة إلى طول فترة الانتظار التي قد تستمر لساعات التي يتخللها في كثير من الأحيان تدافع وعراك بين المواطنين الذي استدعى مراراً تدخل الشرطة لتنظيم الدور وتساؤلهم هل من المعقول أن مركزاً يخدم أعداداً كبيرة من المواطنين تديره موظفة واحدة فقط، أوضح ديوب إن هذا الموضوع يعود للسورية لتجارة التي تشكو أصلاً من نقص في تعداد موظفيها ومحافظة طرطوس على علم بذلك.

الثورة