مرض وليس وباء .. جدري القردة يعود إلى الظهور

صحة 10:06 26-05-2022

عاد من جديد وبدأ يثير الخوف بين الناس ،إنّه مرض قديم متجدد ظهر مجدداً بعد القضاء عليه منذ عام ١٩٨٠ ويعتبر من الأمراض الأقل فتكاً وانتشاراً.
جدري القردة يعود إلى الواجهة ويبدأ بإثارة التساؤلات ونشر القلق بين الناس فما هو جدري القردة؟وماهي أعراضه ؟ولماذا سمي بجدرة القردة؟كيف ينتقل ؟ ماهي طرق الوقاية منه؟ هل هناك وسيلة لعلاجه أم أنه مرض مميت؟ لماذا ظهر بعد بدء انحسار الخوف من وباء كورونا؟ هل يصنف كجائحة أم وباء أم مرض عادي؟
الثورة رصدت آراء الأطباء في مشافي دمشق حول هذا المرض…

*الانتشار على نطاق منخفض..
الدكتورة “مريانا البيضة” اختصاصية أمراض داخلية صدرية في مشفى دمشق أكدت أنّ خطر انتشار جدري القردة على نطاق واسع منخفص للغاية وأضافت أنّ العدوى تنجم من مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو سوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية..
كما بينت الدكتورة البيضة أنّ المرض ينتقل من إنسان إلى آخر عبر المخالطة الحميمية لافرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو آفاته الجلدية أو عن طريق ملامسة أشياء لوثت مؤخراَ بسوائل المريض، مضيفة كما ينتقل المرض عن طريق قطرات الجهاز التنفسي لشخص مصاب مع أشخاص مخالطين وجهاً لوجه.

*حمى وصداع..
وفيما يخص أعراضه أشارت الدكتورة “البيضة” إلى أنها تتراوح بين حمى وصداع شديد وضخامة العقد اللمفاوية إضافة إلى آلام في الظهر ووهن شديد ثم تليها مرحلة الطفح الجلدي وذلك بعد ثلاثة أيام من الحمى.
كما تحدثت الدكتورة “البيضة” عن إمكانية أن تصيب آفات هذا المرض الأغشية المخاطية للفم وملتحمة العين وقرنيتها إضافة للأعضاء التناسلية.

*نشر الوعي والتثقيف..
وفيما يخص الوقاية من الاصابة بجدري القردة أكدت الدكتورة مريانا أنّه يكون بنشر الوعي والتثقيف الصحي وتجنب المخالطة اللصيقة للمصابين إضافة لارتداء الكمامة والقفازات وغسل اليدين الدوري والاهتمام بالنظافة العامة. وفيما يخص اللحوم فالوقاية تكون بطهي اللحوم جيدا ًخاصة اللحوم القادمة من البلدان الموطونة بالمرض.
كما بينت “البيضة” أنّه سمي بجدري القردة لأنه اكتشف أول مرة في مختبرات خاصة بالقردة وهو حيواني المنشأ.

*مرض وليس وباء..
كما أكد الدكتور “نضال حمادي” رئيس قسم الأمراض الجلدية في مشفى الأمراض الجلدية والزهرية بدمشق أنّ جدري القردة مرض وليس وباء وقد ظهر في قارة افريقيا قبل أكثر من سبعين عاماً ثم عاد وظهر مجدداً مؤكداً أنه بين عامي/ ٢٠٠٠-٢٠٠٢ / شاهد حالات مصابة بهذا المرض داخل سورية مضيفاً أن الاصابات تخص عاملات افريقيات كن مستقدمات لخدمة المنازل وتم علاجهن والشفاء التام مؤكداً أنه مرض عادي وليس وباء.

وأضاف “حمادي” أنّ هناك نوعين من جدري القردة وهو الكونغو وغرب افريقيا مشيراً إلى أنّ نسبة وفياته لاتتعدى ١٠%في متحور الكونغو وأقل من واحد بالمئة في متحور غرب افريقيا وبذلك تكون نسبة الشفاء من جدري القردة تتجاوز ٩٠%في النوعين مؤكداَ أن المرض يستوطن قارة افريقيا ولايصيب إلا من خالط مصاباً بهذا المرض أو الاشخاص الذين يقيمون في افريقيا لأسباب عديدة.
كما أكد حمادي أن لقاح جدري الماء يكسب مناعة ضد الاصابة بجدري القردة ولذلك يرى الدكتور “حمادي” أننا اكتسبنا مناعة ذاتية بسبب اصابتنا بجدري الماء وتلقينا اللقاح في السابق.

*لاندبات ولاعلامات..
وفيما إذا كان جدري القردة أكثر خطورة من جدري الماء، أكد حمادي أن جدري القردة هو الأخطر كونه يستمر لفترة أطول موضحاً أنه لايترك ندبات أو علامات على الجلد إلا إذا لمسناه كما في جدري الماء.