من 300 ليرة إلى 30 ألف ليرة.. أجرة الساعة في “ملاعب كرة القدم” تضاعفت مئة مرة

رياضة محلية 09:52 11-06-2022
يصل ما يتقاضاه أصحاب ملاعب كرة القدم الخاصة من الراغبين باللعب إلى 30 ألف ليرة سورية مقابل الساعة الواحدة، وهو مبلغ تضاعف حوالي المئة مرة عما كان عليه قبل العام 2011، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن هذه الملاعب تشهد إقبالاً من هواة كرة القدم ليتمكنوا من اللعب.
تبقي ملاعب كرة القدم الخاصة أبوابها مفتوحة حتى الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، والعمل في الفترات المسائية يأتي نتيجة كون غالبية الزبائن هم من الشبان الذين يرتبطون بأعمالهم الخاصة طيلة النهار، ويعد لعب كرة القدم لمرة واحدة على الأقل في الأسبوع من الأنشطة الترفيهية التي ما زالت متاحة لذوي الدخل المحدود.
يقول “أغيد”: “يقدم الملعب خدمات بسيطة جداً لزبائنه، وهي (كرة قدم – شيالات ملونة) في حال الحاجة للتمييز بين الفريقين المتنافسين، ويتقاضى صاحب الملعب مبلغه عن الساعة من الفريقين، وهذا ما يسهل المشاركة على الكثير من الشبان، فلا تزيد حصة الواحد منهم عن 2500 ليرة، يكون كل فريق مؤلف من 6 عناصر فقط”، ويضيف الشاب الثلاثيني بالقول: “كرة القدم من الرياضات الرخيصة التي ما زال بإمكاننا أن نمارسها في ظل ارتفاع الأسعار في كل الألعاب الرياضية الأخرى، نلعب مرتين في الأسبوع وهذا يعني أنّ 20 ألفاً من راتبي الشهري مخصص لهذه الرفاهية”.
لا يعرف “مصطفى” من وضع تسعيرة 30 ألفاً أساساً، وإذا ما أردوا الشكوى على أحد أصحاب الملاعب لأي سبب فهو لا يعرف مرجعية أصحاب الملاعب التي قد تكون في البلدية أو في الاتحاد الرياضي، لكن غالبية أصحاب الملاعب هم من الشبان الذين لا يحتكّون بزبائنهم إلا لقبض أجرة الساعة التي سيلعبونها، والتي تنتهي بـ “رن جرس”، من قبل صاحب الملعب.
أحد أصحاب الملاعب في منطقة جرمانا بريف دمشق تحدث عن متاعب مهنته التي قد يعتبرها البعض مجرد جلوس خلف مكتب وجمع المال من هواة كرة القدم، ويقول: “نعاني مثل بقية القطاعات الاقتصادية في البلاد من سوء التغذية الكهربائية، فنحن بحاجة للإنارة طيلة الفترة المسائية لنتمكن من فتح أبواب الملعب أمام الراغبين، ونتيجة اعتمادنا على المولدات فإن الحصول على “بنزين” يعد من أولويات العمل، والملاعب غير مخصصة بأي كمية من المحروقات مدعومة أو غير مدعومة، ما يجعلنا من زبائن السوق السوداء”.
يضيف الشاب الذي فضّل عدم ذكر اسمه: “لعب كرة القدم دائماً مشحون الأعصاب حتى وإن كان الأمر من أجل التسلية وحسب، فإذا ما وقعت مشاجرة بين أي شابين فإن صاحب الملعب سيكون حاضراً في مخافر الشرطة، إذا ما تطورت المشاجرة ووصل الأمر إلى الإيذاء، فالملعب يجمع عقليات مختلفة، ووقع مثل هذا الأمر يعني مصيبة بالنسبة لصاحب الملعب”.
وكانت أسعار الساعة الواحدة تتراوح بين 250 – 300 ليرة سورية قبل بداية الحرب، وبوصولها إلى 30 ألف ليرة سورية يكون قد تضاعف سعر الخدمة مئة مرة في سنوات الأزمة التي تعيشها سوريا، والأمر من وجهة نظر أصحاب الملاعب يعود لارتفاع أسعار العقارات بشكل مهوّل، وارتفاع أسعار الخدمات من الكهرباء إلى المحروقات وصولاً إلى أسعار الكرات والقمصان الرياضية، ناهيك عن كون صاحب الملعب مواطن ولديه مصاريف كبقية الناس، وعلى الرغم من إمكانية تأجير الملعب بشكل متواصل لمدة سبع ساعات، ما يحقق مدخولاً يومياً يصل لـ210 ألف ليرة سورية، وبمعدل يقترب من 6.5 مليون ليرة شهرياً، إلا أن أصحاب الملاعب يعتبرون أن أسعارهم رخيصة للغاية مقارنة ببقية الألعاب الرياضية في سوريا.
اثر برس