محافظة درعا تفقد 70% من محصول العنب

محليات 08:14 02-08-2021

تراجع عدد أشجار العنب بمحافظة درعا خلال سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية بشكل ملحوظ حتى وصل إلى حوالي ٧٠ % بالتوازي مع انخفاض في كميات الإنتاج.
فما الأسباب التي أدت إلى ذلك التراجع؟

 

4.jpg

*تراجع ملحوظ..
يقول المزارع "عصام سليمان" إن زراعة العنب تراجعت بدرعا بشكل ملحوظ خلال العشر سنوات الماضية بسبب عدم استقرار الفلاحين في أرضهم نتيجة الظروف الراهنة، وقلة مياه الري وغلاء ثمن الأسمدة والأدوية الزراعية.
ولفت المزارع علي الفهد إلى أنه ترك قسماً كبيراً من مزرعته بسبب عدم قدرته على تقديم الرعاية لها نتيجة قلة مياه الري وغلاء الأسمدة والمبيدات الحشرية والفطرية وقلة المحروقات.
وأشار المزارع "محمد هاشم" إلى أنه قام بتحطيب القسم الأكبر من مزرعته لعدم قدرته على ريها نتيجة قلة وغلاء المحروقات.

 

*كثرة الأمراض..

وبذات السياق يقول المزارع "سليمان العلي" إن كثرة وتعدد الأمراض التي تصيب العنب وغلاء الأدوية وضعف فعاليتها كان السبب في تحطيب مزرعته وزراعتها بالرمان لأنه أقل تكلفة. مبيناً أن آفة حشرة (الفيلو كسيرا) ومرض الذبول الفطري هي من أهم وأخطر الأمراض التي تهدد زراعة العنب.

*غلاء الأدوية..

5.jpg

وبين المزارع "محمود السليمان" أن أسعار الأدوية والمبيدات الزراعية غالية جداً وتصل تكلفة رش خزان سعة ألف ليتر لنحو ٤٠٠ ألف ليرة، بحيث تصل تكلفة رش مزرعة مساحتها ١٠ دونمات لحوالي مليون ليرة وتحتاج شجرة العنب لأكثر من ثلاث رشات بالموسم بالتوازي مع السماد الذي صارت أسعاره كاوية.

* تراجع زراعة العنب..

6.jpg

ونتيجة ذلك الوضع تراجع عدد أشجار العنب بدرعا لحوالي النصف حسب تقديرات مديرية زراعة درعا، حيث أشار معاون مدير الزراعة المهندس "بسام الحشيش" إلى أن شجرة العنب شهدت ما قبل عام ٢٠١١ تطوراً ملحوظاً من حيث المساحة وعدد الأشجار وكميات الإنتاج حيث قارب عدد الأشجار آنذاك الـ 2.8 مليون شجرة، ولكن بعد عام ٢٠١٢ بدأت تتراجع بسبب الظروف السائدة وقلة مياه الري وارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية وقلة المحروقات.
ولفت "الحشيش" إلى أن المساحة الحالية المزروعة بالعنب هي ١٢٨٣ هكتاراً فيها ٦٤١٥٠٠ شجرة مثمرة ومن المتوقع أن تنتج حوالي ١٢٨٠٠ طن وهذه الأرقام تشير إلى تراجع زراعة العنب بنحو ٧٠ %، حيث تقدم الجهات المعنية الدعم للمزارعين وفق التنظيم الزراعي.

*وللإرشاد دور..

وأوضح المهندس "محمد فيصل الشحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا أنه خرج خلال السنوات الفائتة ما نسبته ٧٠ % من أشجار العنب البالغة 2.8 مليون شجرة وذلك نتيجة القطع والحرق واليباس، فيما يصل الإنتاج المتوقع سنوياً إلى قرابة ١٦ ألف طن عنب من أصناف الحلواني والبلدي والزيني والسلطي، علماً أن التكاليف العالية التي يحتاجها محصول العنب من مواد مكافحة وريات كثيرة والمتابعة اللصيقة دفع الكثير من المزارعين إلى استبدال أشجار العنب بأشجار الرمان.
وذكر "الشحادات" أنه ضمن خطة الأنشطة الإرشادية للعام الحالي تم افتتاح مدرسة مزارعين حقلية للعنب في مدينة داعل تعتمد مبدأ الإدارة المتكاملة للآفات والنهج التشاركي بين المزارع والمرشد الزراعي وتستمر طوال حياة المحصول بدءاً من التقليم وانتهاءً بالتسويق، وذلك عبر لقاءات ميدانية في هذه المدرسة لا يقل عددها عن ١٢ لقاءً تتناول المواضيع التي تهم المحصول من حيث الري والمكافحة والعمليات الزراعية وصولاً إلى الحصول على منتج آمن بيئياً وخالٍ من الأثر المتبقي للمبيدات.

*وقاية النبات..
وقال رئيس دائرة وقاية النبات المهندس "حسن الصمادي" من أهم الآفات التي تهدد شجرة العنب هي حشرة (الفيلوكسيرا) ومكافحتها مكلفة وصعبة، ولمواجهتها يقوم المزارعون بزراعة غراس مطعمة على أصل مرّ متحمل للإصابة، لكن بقي الموت التراجعي (فطري) الذي يشابه في أعراضه مرض الذبول وموت الأشجار الأشد خطراً على العنب في ظل قلة البحوث العلمية المنجزة على هذا المرض وعدم تسليط الضوء عليه.

*وأخيراَ..
مما تقدم نلاحظ أن شجرة العنب بدرعا تراجعت زراعتها بشكل كبير وملحوظ ولا بد من دعم هذه الزراعة وتقديم العون للمزارعين لإعادة ترميم ما تم تحطيبه وإقامة معمل لإنتاج دبس وعصير العنب لاستيعاب الكميات الفائضة من الإنتاج.