معدل الوفيات بالكوليرا من 20 – 50% في حال عدم العلاج

صحة 11:58 26-09-2022

الكوليرا مرض بكتيري خطير، تسببه بكتيريا تسمى Vibrio Cholerae ينتشر المرض عادة عن طريق المياه والطعام الملوثين، والعارض الأساسي لمرض الكوليرا هو الإسهال الشديد والجفاف، لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة.. يمكن أن يحدث الموت في غضون ساعات قليلة، لذا، يعد التدخل الطبي العاجل في مثل هذه الحالة أمراً هاماً للغاية.
رئيس قسم الأمراض الانتانية والمعدية في مستشفى الأطفال الجامعي الدكتور عصام أنجق تحدث لـ “الثورة” عن مرض الكوليرا وأنماطه وأماكن وجود الجرثوم وأعراضه وعلاجه، مبيناً أنه مرض معوي جرثومي حاد يبدأ بشكل مفاجئ، ويؤدي إلى إسهال مائي حاد، ممكن أن يكون هناك أعراض لنسبة 80% من المرضى، و20% تكون هناك إصابة ومن الممكن أن تكون خفيفة أو شديدة، موضحاً أن المرض ينجم عن عامل ممرض هو جرثوم ضمات بكتيريا الكوليرا لأنه يشبه الضمة وله ذيل يتحرك بشدة، وله أنماط كثيرة بحيث أن بعض الأنماط هي التي تسبب الأوبئة وليست جميع الأنماط الجرثومية هي التي تسبب الأوبئة، ويوجد نمطان مسؤولان عن الأوبئة بشكل عام.
ولفت الدكتور أنجق إلى أن معدل الوفيات بالمرض من 20 – 50% في حال لم يكن هناك علاج، وهذه النسبة يمكن أن تنقص إلى 1% بحال وجود معالجة مناسبة.
وعن أماكن تواجد الجرثوم أوضح أنه يتواجد في الخضار النيئة وممكن أن يعيش لفترات طويلة فيها، ومن الممكن أن يتواجد في اللبن المثلج ويعيش لفترات طويلة في الثلاثة، وفي المياه لمدة أسبوعين، وهو ضعيف المقاومة للعوامل المختلفة، خاصة حموضة المعدة يمكن أن تقضي على الجرثوم، والحرارة أكثر من 70 درجة، والمطهرات كمركبات الكلور والليزول وحمض الفينيل تؤثر أيضاً على الجرثوم وتقضي عليه، موضحاً أن الجرثوم موجود عند الإنسان بشكل أساسي في البيئة والمياه المالحة ومصبات الأنهار، الأشخاص الذين لديهم الجرثوم بأمعائهم وليس لديهم أعراض يمكن أن يطرحوا كميات كبيرة من الجراثيم، ومن الممكن أن تكون معدية للأشخاص.
وأضاف أن الجرثومة تنتقل عن طريق الجهاز الهضمي، فتطرح الجرثومة عن طريق البراز، وفي حال تلوث الطعام أو الأيدي تدخل الجرثومة إلى الجهاز الهضمي وتسبب الأعراض، فالانتقال الأساسي يكون عن طريق شرب مياه غير نظيفة وغير آمنة، وفي حال الشخص يقضي حاجته بالعراء وبالقرب من موارد المياه وبالتماس المباشر مع المرضى الذين لديهم الإصابة.
كما أن فترة الحضانة للمرض من ساعة إلى خمس ساعات، المرض مستوطن في بعض الدول وخاصة دول شرق آسيا، والمريض يبقى معدياً طول فترة إجابة البراز حتى لعدة أيام بعد شفائه من الأعراض، ومن الممكن أن تبقى الجرثومة عند بعض الأشخاص في المرارة، ويكون التهاب مرارة مزمن، وهذه الحالات تشكل مشكلة بنقل المرض.


وأشار الدكتور أنجق إلى أن الجرثومة تدخل إلى الجهاز الهضمي وتتكاثر بجوف الأمعاء وتفرز زيفانات أو السموم ضمن الأمعاء، وهذه الزيفانات تؤثر على امتصاص السوائل وتؤدي إلى الإسهال وبالتالي فقدان الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم، ونتيجة الإسهالات الشديدة يمكن أن يصبح تجفاف بالجسم، وهذا التجفاف يؤدي إلى قصور كلوي حاد وبالتالي يشكل خطورة عالية، بالإضافة إلى أن التجفاف بنقص السوائل بالجسم يشكل مصدر خطورة للمريض.
وبالنسبة لأهم أعراض المرض أوضح الدكتور أنجق أنه يصاب المريض بالإسهال الحاد، والذي يشبه أحياناً ماء الأرز مع الإقياءات، وممكن ألا يكون هناك ألم في البطن، ويكون ارتفاع بدرجة الحرارة، والإسهال الشديد مع الإقياءات ممكن أن تؤدي إلى درجات مختلفة من التجفاف البسيط أو المتوسط أو الشديد.
وعن الخطورة في الحالات التي تترافق مع التجفاف الشديد والإقياءات نوه بأنها في حال عدم وجود إمكانية لتعويض السوائل في الجسم، وحسب الأعراض يمكن أن يكون درجة من التجفاف، إما البسيط حيث يكون المريض واعياً ويشرب السوائل بشكل طبيعي، أو تجفاف متوسط يكون للمريض علامات تجفاف، من أعين غائرة قليلة، وعند الشعور بالعطش يشرب الماء، أما في الحالات الشديدة فيكون المريض واهناً ويصبح لديه غياب بالوعي وغور بالعينين بشكل واضح وليس لديه قدرة على الشرب، وبالتالي هناك مشكلة بإعطاء السوائل وهذه الحالات تحتاج أن يكون المريض في المستشفى لتعويض السوائل عن طريق الوريد.
وبالنسبة للمعالجة أكد أن أهم شيء فيها هو تعويض السوائل خاصة الماء، بالإضافة إلى الأملاح، ويمكن تعويض شوارد البوتاسيوم والكربونات، لأن نقص الكربونات يؤدي إلى الحماض وبالتالي إلى اضطرابات في الجسم، وللمعالجات الأخرى من الممكن إعطاء المريض بعض الصادات الحيوية، والتي تفيد في المعالجة، لافتاً إلى وجود لقاحات ضد الجرثوم، وفائدتها ما بين 50- 80%، ومدة المناعة في الجسم قليلة لفترة سنتين فقط.

حيث يمكن تعويض السوائل والشوارد يكون عن طريق تناول محلول الإماهة الفموي، يكون على شكل بوردة تحل في الماء ويعطى للمريض، وهذا المحلول يحتوي على كلور الصوديوم وكلور البوتاسيوم وبيكربونات الصوديوم بالإضافة إلى الغلوكوز بنسبة مختلفة وهي كافية لتعويض النقص في الجسم.