لا تعويض عن أضرار الحرائق الثلاثة المفتعلة في حماة

اقتصاد سورية 10:01 18-09-2020

سواء كان السبب الإهمال أم التعمد، لكن الواقع يقول ثلاثة حرائق ضخمة شهدتها منطقتا الغاب ومصياف التهمت فيها ألسنة النيران أكثر من 3190 هكتاراً تقريباً من الأراضي الحراجية والمثمرة، وهناك متضررون من الفلاحين.

وزارة الزراعة السورية أشارت في نتائج التحقيقات الأولية إلى أن أسباب الحرائق الضخمة في محافظة حماة كانت بفعل فاعل وأكدت توقيف بعض الأشخاص المشتبه فيهم على ذمة التحقيق، في حين أكد مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية أنه لا تعويض مالياً لهؤلاء الفلاحين وسيكون التعويض بغراس مجانية لأشجار مثمرة بدلاً عن أشجارهم المحروقة.

3 حرائق
مدير عام الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي حسان فارس أوضح كيفية نشوب الحرائق حيث أشار إلى أن الحريق الأول نشب في منطقة الغاب ومصياف في محافظة حماة وتحديداً في منطقة عين كروم وأبو كليفون، حيث قدرت المساحة المحروقة بحوالي 470 هكتاراً وتبين حسب التحريات التي أجرتها عناصر الضابطة الحراجية أن الحريق تم بناء على فعل فاعل والشك ببعض الأشخاص الذين سيتم إحالتهم للوزارات المختصة، مشيراً إلى أنه في ساعة الإبلاغ عن نشوب الحريق يوم الإثنين 31/8/ الساعة 12.5 ظهراً تم الوصول إلى موقع الحريق بعد ربع ساعة فقط ولكن عند وصول رجال الإطفاء وصهاريج الإطفاء كانت النار قد اندلعت في قمة السلسلة الجبلية ولا يمكن وصول الآليات إليها، كما لا يمكن شق الطرقات في تلك المناطق لكونها وعرة وعبارة عن جروف صخرية وأغلب أشجارها حراجية نبتت بفعل الطبيعة ضمن الجيوب الترابية بين الصخور والجروف الصخرية، وقد تم إخماد الحريق بعد يوم واحد فقط في 1/9/ الساعة 5 مساءً ، حيث استمرت المراقبة للموقع المحروق لمدة 3 أيام من أجل التعامل مع البؤر الموجودة ضمن المناطق المحروقة خوفاً من امتداد النار إلى المواقع الأخرى، ولكن أثناء المراقبة تم الإبلاغ عن اندلاع حريق آخر في 4/9/ في منطقة الغاب (الرواديف- الفريكة) وهذا الحريق كان ناتجاً عن انتقال النيران من جهة الحريق المندلع في المنطقة الحدودية بين اللاذقية والغاب، والذي حصل نتيجة إهمال أحد المواطنين في إشعال النار وكل ذلك معلوم لدى الجهات المختصة، حيث تم التعامل مع الحريق ودخول الموقع من جهة محافظة اللاذقية وأخمد الحريق بعد 6 أيام تقريباً نتيجة انتقاله عبر السلاسل الجبلية المتصلة في المناطق وعرة التضاريس ونتيجة وجود عاملين جويين مساعدين على الاشتعال وهما الحرارة الشديدة والرياح القوية، حيث بلغت المساحة المحروقة ألفي هكتار تم التضحية بالمساحة الحراجية لقاء حماية القرى المجاورة للغابات والقرى الموجودة ضمن الغابات والقرى الموجودة ضمن الغابات، متمنياً من المعنيين الاستفادة مما حصل وعدم السماح بالسكن العشوائي وبناء المنازل المخالفة ضمن العقارات الحراجية .

وتابع: في نفس التوقيت تقريباً في 5/9/ تبلغت الجهات المسؤولة عن إخماد الحرائق باندلاع حرائق أخرى في منطقة مصياف، منها عين شمس (حزور- عين حلاقيم -الحكر) تمت السيطرة على الحريق وإخماده بعد 6 أيام تقريباً، حيث قدرت المساحة المحروقة بـ720 هكتاراً، إضافة إلى اندلاع حريق آخر في 3/9/ في مصياف بمنطقة الشيخ زيتون من مجموعة أراضي زراعية ذات الحيازات الصغيرة جداً معلومة المالكين لهذه الأراضي تم الوصول إلى الحريق بعد نصف ساعة تقريباً وكان الإخماد بعد 8 أيام تقريباً بسبب تشتيت قوى الإطفاء، فقد نشبت جميع الحرائق في نفس التوقيت تقريباً.

تضافر جهود
وأشار فارس إلى ان أغلب المساحات المتضررة في المواقع المذكورة آنفاً هي أشجار حراجية من نوع السنديانيات والبطم والزعرور والسماق إضافة لبعض أشجار الغار وهناك مزارع زراعية مزروعة بالزيتون تضررت بسبب انتقال النار إليها والسبب يعود إلى أن أغلب تلك العقارات غير مخدمة.
وبيّن فارس أنه تم إخماد الحرائق بمساهمة إطفائية الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وفوج الإطفاء في حماة وصهاريج من مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحماة وإطفائية من حراج اللاذقية وإطفاء من فوج الدفاع المدني وفرق الإطفاء الموجودة لدى مراكز حماية الغابات بأعداد مختلفة حضرت إلى الموقع تباعاً بالإضافة إلى الفرق المشاركة من رجال إطفاء الحراج التابعة للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وجميع الفنيين العاملين في مديرية ودوائر الحراج ولا نخفي مساهمة بعض الأهالي ومساندتهم في إخماد الحرائق جنباً إلى جنب مع عمال الحراج ، كما تم تدخل الطيران السوري والإيراني لإخماد النيران من الجو.

لا تعويض مالي
مدير صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية في وزارة الزراعة محمد البحري أكد أن شروط الصندوق لا تتوافق مع الحرائق الأخيرة التي نشبت في محافظة حماة واللاذقية، فالصندوق يقوم بالتعويض عن الكوارث الطبيعية فقط (البرد، السيول، الحرارة العالية، رياح شديدة، صقيع)، أما الحرائق الأخيرة فقد تبين أنها حصلت بفعل فاعل وإهمال أحيان
ولم تكن الحرارة الزائدة إلا عامل مساعد للاشتعال فقط لا غير، لكنها ليست السبب الرئيس للحريق.
وأشار إلى أن الأشجار التي تضررت من الحريق كانت حراجية ومثمرة، حيث إنه صحيح لن يتم تعويضها من خلال الصندوق لكن تم تشكيل لجان بتوجيه من الوزير لحصر المساحات والمتضررين الذين يملكون أراضي خاصة وسيتم تعويضهم بغراس مجانية لأشجار مثمرة ليتم زراعتها بدل الأشجار المثمرة التي احترقت بكافة المساحات المتضررة، كما ستتم إعادة زراعة الأشجار الحراجية بالتعاون مع المجتمع المدني.
وبلغت تعويضات الصندوق إلى حد اللحظة حوالي 51 مليوناً و254 ألفاً و490 ليرة متفاوتة لمحافظات الحسكة والسويداء واللاذقية وحماة وحمص وريف دمشق، حيث وصل عدد المستفيدين من ذلك المبلغ إلى 441 فلاحاً تم تعويضهم عن الكوارث الطبيعية التي اجتاحت مزارعهم من رياح شديدة لبيوت محمية وأمطار غزيرة وصقيع وعاصفة مطرية وحرارة زائدة لمحاصيل مثل كرم عرائشية.