كورونا يجتاح مدارس حمص والإصابات تتزايد

شو صاير 12:50 28-09-2021
بدأ فيروس كورونا يجتاح مدارس محافظة حمص (مدينة وريفاً) وأعداد الحالات المصابة التي تسجل بشكل يومي في صفوف المعلمين والإداريين والتلاميذ والطلاب على حد سواء بدأت تزداد يوماً بعد يوم بحسب ما أكده عدد من مديري المدارس بالمحافظة ما يزيد الوضع سوءاً وخاصة مع حالة الاستهتار والتراخي التي يشهدها المجتمع الحمصي بعدم اتخاذ أي إجراءات احترازية وقائية لمنع انتشار الفيروس.
بدوره أكد رئيس دائرة الصحة المدرسية بمديرية التربية في حمص الدكتور غياث عباس ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل ملحوظ في مدارس حمص مدينةً وريفاً، لافتاً إلى أنه في هذه الفترة وخلال الأسابيع الأولى من بدء العام الدراسي تم تسجيل أكبر معدل للإصابة بالفيروس بين صفوف الكوادر التدريسية والإدارية والطلاب في مدارس المحافظة مقارنة بالفترة ذاتها منذ بدء الجائحة.
وكشف عن تسجيل 117 إصابة مؤكدة بالفيروس في مدارس المحافظة منذ بدء العام الدراسي حتى تاريخه، منهم 97 إصابة لمعلمين ومدرسين وإداريين و20 إصابة لطلاب وتلاميذ، مبيناً أن النسبة الأكبر من الإصابات تتركز في مدارس المدينة، وأن جميع أعراض الإصابات التي سجلت تتراوح من خفيفة إلى متوسطة ولم تستدع أي حالة لدخول المشفى حتى تاريخه، وإنما تم حجر جميع المصابين في منازلهم وتتم متابعتهم صحياً من قبل الدائرة بشكل يومي، مؤكداً أن البعض من تلك الحالات قد تماثلت للشفاء وعاودت الدوام المدرسي.
وبيّن عباس أنه تم إغلاق ست شعب صفية ضمن أربع مدارس بالمدينة منذ بداية العام الدراسي نتيجة لازدياد عدد الإصابات بين الطلاب، وذلك حرصاً على سلامتهم، مشيراً إلى أنه لم يتم إغلاق أي مدرسة حتى اللحظة لكون الإصابات المسجلة ليست مركزة في مدرسة معينة دون غيرها وإنما الإصابات موزعة على العديد من المدارس.
وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بالفيروس بين جميع الإصابات المسجلة حتى يومنا هذا، مشيراً إلى أنه يوجد حالياً 30 مسحة لحالات مشتبه في إصابتها بالفيروس تم أخذها أمس لمعلمين وطلاب في عدد من المدارس، وبانتظار ظهور نتائجها لمعرفة ما إذا كانت إيجابية أو سلبية.
وبيّن أن عدد الإصابات بالفيروس في المدارس بحالة زيادة يومية، وأن الوضع قد يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ولاسيما أن المحافظة تشهد الذروة الرابعة وقد لوحظ أن الفيروس سريع الانتشار والعدوى، وخاصة مع حالة اللامبالاة والاستهتار التي يبديها المواطنون باتخاذ إجراءات الوقاية، مشدداً على ضرورة التزام المواطنين بالوعي لخطر انتشار الفيروس والالتزام بالشروط الصحية التي تضمن السلامة للجميع وضرورة تقيد جميع المواطنين بكل الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس ومنع انتشاره كالمحافظة على ارتداء الكمامات وتحقيق البعد المكاني والبعد عن التجمعات، وضرورة مراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض كالترفع الحراري والسعال، وضرورة توجه المواطنين إلى المراكز المخصصة لأخذ اللقاح وخاصةً المعلمين والكوادر الإدارية في المدارس.
وأكد عباس أن جميع الإصابات المسجلة حالياً بين الكوادر التعليمية والإدارية في المدارس هي لأشخاص لم يتلقوا لقاح كوفيد 19 في السابق، لافتاً إلى أن إقبال شريحة المعلمين على أخذ اللقاح ضد الفيروس ما زال ضعيفاً جداً على الرغم من إجراء الكثير من الجولات الميدانية من قبل عناصر الدائرة إلى المدارس والتي ما زالت تتواصل بشكل يومي يومياً حتى تاريخه للقاء الكوادر التعليمية والإدارية وتشجيعهم على أخذ اللقاح وشرح كل المعلومات والأعراض الجانبية، وخاصة أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي يتم تتداولها بكثافة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت الرعب في نفوس الكثيرين.
وأشار إلى أن اللقاح آمن وفعال بالمطلق وخضع لتجارب مخبرية مكثفة وليس له أي آثار سلبية أو خطيرة على الصحة في المستقبل، مستغرباً امتناع وتخوف المعلمين من تلقي اللقاح وعدم إقبالهم على عملية التطعيم، مبيناً أن الحل الوحيد لكسر انتشار الفيروس هو أخذ اللقاح لأن له أهمية كبرى في تشكيل مناعة مجتمعية وقطع سلسلة انتشار الفيروس، موضحاً أن الأعراض الجانبية للقاح تتباين من شخص لأخر بين ترفع حروري وتعب ووهن وألم في الذراع وفي بعض الحالات النادرة قد تحدث حالات حساسية أو التهابات جانبية.
ولفت عباس إلى أن الدائرة قامت بتأمين 23 ألف جرعة لقاح من «سبوتنيك لايت» الروسي لتطعيم الكوادر التدريسية والإدارية وجميع القائمين على العملية التعليمية في المحافظة لحمايتهم من الإصابة بالفيروس، مشيراً إلى أنه تم تطعيم ما لا يزيد على 500 مدرس وإداري فقط منذ بدء عمليات التلقيح للكوادر التعليمية وحتى تاريخه.
وأكد أن عمليات التعقيم للمدارس على امتداد المحافظة تتم بشكل يومي بعد الانتهاء من الدوام الرسمي، وأن المشرفين الصحيين في كل مدرسة يقومون يومياً بمهمة التأكد من وجود مواد التنظيف والكلور بالمدرسة وتوافر الصابون والمياه النظيفة في المرافق الصحية والإشراف على تنظيف الصفوف وتعقيمها وتهويتها بشكل جيد.
الوطن