كأس السوبر الإسبانية 2020 في الأندلس … قطبا الباسك يصطدمان بعملاقي الليغا

رياضة عربية وعالمية 10:20 13-01-2021

سيكون موعد عشاق الكرة الإسبانية مع مواجهتين كلاسيكيتين مبدئياً في نصف نهائي كأس السوبر لعام 2020 وذلك ضمن النسخة الثانية التي تقام بطريقة المربع بين بطل الدوري ووصيفه وبطل الكأس ووصيفه على أن يتقابل الفائزان في النهائي، وتصادف في هذه النسخة وجود قطبي الليغا ريال مدريد وبرشلونة مع قطبي إقليم الباسك بلباو وسوسيداد طرفي نهائي كأس الملك الذي لم يلعب، فأوقعت القرعة البرشا وسوسيداد في المباراة الأولى (اليوم في العاشرة مساءً) في حين يلتقي الريال مع بلباو غداً الخميس في التوقيت ذاته.

موضة تسويقية

جرت العادة أن تقام كأس السوبر في معظم دول العالم من مباراة واحدة بمثابة مباراة نهائية أو على طريقة الذهاب والإياب بين بطلي الدوري والكأس، ولأن لعبة كرة القدم أصبحت لعبة اقتصادية بحتة فقد أصبح معظم المسؤولين عنها يبحثون عن موارد جديدة تزيد في أرباحها وبالطبع فإن زيادة عدد المباريات سيكون جاذباً أكثر لأموال الإعلان وزيادة مردود النقل التلفزيوني الذي بات الدجاجة التي تبيض ذهباً في عام اللعبة الشعبية الأولى.
وعليه فقد جاء التغيير في بلاد الثيران على صعيد مسابقة السوبر التي كانت تقام بطريقة الذهاب والإياب فأصبحت تجمع أربعة أندية، فأضيف وصيفا المسابقتين المحليتين إلى بطليهما بغية في كسب مباراة جديدة وإضفاء مزيد من الإثارة خاصة أنها كانت مقررة أن تقام خارج إسبانيا على سبيل كسب أسواق جديدة ولذلك فقد أقيمت النسخة الأولى مطلع العام الماضي على الأراضي السعودية حيث كان مقرراً إقامة منافسات نسخة العام الحالي إلا أن الظروف الطارئة بسبب فيروس كورونا أجل نهائي كأس الملك والحجر الصحي المتبع في كل دول العالم والأهم عدم حضور الجماهير فقد تقرر إقامتها على ملاعب محايدة فستلعب في الأندلس.
كل هذه التطورات كانت تصب على أمل مواجهة جديدة بين ريال مدريد وبرشلونة فيكون الكلاسيكو هو النهائي فيكون مثالياً من كل النواحي الرياضية والتسويقية والجماهيرية لكن ما حدث في النسخة الأولى أتى على عكس ما خطط له أو تمناه المسؤولون في الاتحاد الإسباني ولا حتى أنصار العملاقين فقد جمع النهائي قطبي العاصمة الريال والأتلتي بعدما نجح الأخير في إقصاء برشلونة وفي النهاية فاز الملكي على جاره بركلات الترجيح بعد التعادل سلباً.

حكاية إسبانية

بدأت مسابقة السوبر الإسبانية إبان الحرب العالمية الثانية لكنها لم تنتظم فتوقفت بعد ثلاث نسخ فقط لتعود عقب الحرب تحت مسمى كأس إيفا دوراتي لكنها لم تستمر طويلاً كذلك فتوقفت عام 1953 لتعود مطلع الثمانينيات إلى الحياة ومع ذلك لم تقم في عام 1984 بعدما جمع بلباو الدوري والكأس ثم ألغيت للسبب ذاته بعدما توج الريال بالمسابقتين، ومنذ العام التالي لم تتوقف مع تغيير النظام بحيث ينوب وصيف بطل الكأس في حال حقق فريق ما الثنائية وهو ما حدث للمرة الأولى بعدها عام 1996 عندما توج أتلتيكو بالمسابقتين فلعب ضد برشلونة شريكه في نهائي الكأس.
ويعد برشلونة زعيم المسابقة بكل مسمياتها برصيد 17 لقباً إلا أن الكثيرين يعتبرون أن تاريخ المسابقة رسمياً بدأ عام 1982 ومع ذلك فإن البرشا يتسيدها برصيد 13 لقباً من خلال 23 ظهوراً إضافة إلى نصف نهائي العام الماضي، ويأتي ريال مدريد بالمركز الثاني بـ11 لقباً من خلال 16 نهائياً، تلاه بفارق كبير ديبورتيفو لاكورونيا بـ3 ألقاب ثم أتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو بلقبين وحازت أندية فالنسيا وسوسيداد وإشبيلية وسرقسطة ومايوركا اللقب مرة واحدة.

نصف نهائي لاهب

رغم كل التباينات وتراجع البعض واهتزاز الآخر وتصدر أتلتيكو مدريد لبطولة الليغا على أبواب نهاية الذهاب إلا أنه لا يمكن وصف نصف نهائي كأس السوبر الحالي إلا بالقمتين الكبيرتين فالمواجهتان هما من كلاسيكيات الكرة في بلاد الثيران مع بعض التفوق لقطبي الليغا على قطبي الباسك، ويحاول برشلونة تعويض إخفاق الموسم الماضي المتمثل بخسارة اللقبين ببلوغ النهائي على حساب سوسيداد المتراجع في الآونة الأخيرة بعد بداية جيدة ظل خلالها مزاحماً على الصدارة بل متصدراً حتى الجولة 13 أي قبل سقوطه أمام البرشا بالذات خلال المباراة المقدمة من الجولة 19 بهدف لهدفين وهاهو يتراجع إلى المركز الخامس بعدما أخفق بتحقيق سوى فوز يتيم خلال 9 جولات أخيرة.
أما البرشا الذي بدأ الموسم تحت قيادة مدرب جديد (الهولندي كويمان) وسط مشاكل عديدة وإصابات وغيابات كثيرة أثرت على نتائجه إلا أنه استفاق أخيراً وعاد إلى وضعه الطبيعي بين مثلث الكبار مع بعض التحفظ على حظوظه باللقب خاصة مع فارق النقاط الأربع إضافة إلى ثلاث مباريات أقل في جعبة المتصدر، ويمكن القول إن الفريق الكاتالوني استعاد شيئاً من توهجه في المباريات الثلاث الأخيرة مما يزيد حظوظه في تخطي نظيره الباسكي الذي أخفق بالفوز على البرشا في ثماني مواجهات أخيرة خرج منها بتعادل يتيم.
على الجهة المقابلة يدافع الفريق الملكي عن لقبه أمام بلباو ويحتل الريال وصافة الترتيب في الليغا مع الكثير من الانتقاد لما يقدمه فريق زيدان هذا الموسم، في حين الأحمر الباسكي أنهى الجولة الأخيرة بالمركز الثاني عشر، وتأخر لاعبو الريال في العودة إلى مدريد بعد مباراة أوساسونا المخيبة وربما أثر ذلك على استعدادهم لهذه المباراة، ولم يخسر الميرينغي في آخر 11 مواجهة مع أسود الباسك ففازوا 7 مرات آخرها في المباراة المقدمة (كذلك) من الجولة 19 بنتيجة 3/1 في مدريد، ولم يسبق للريال أن واجه بلباو في كأس السوبر وكذلك هي المواجهة الأولى بين البرشا وسوسيداد على الصعيد ذاته.