إزالة وصمة المرض النفسي مسؤولية اجتماعية وأخلاقية

صحة 08:55 07-07-2021

رغم قلة عددهم يواظب الأطباء والكوادر التمريضية والفنية والإدارية في الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية في حلب على متابعة علاج المرضى النزلاء، طبياً ونفسياً، مستخدمين بذلك أساليب مختلفة أبرزها علاج السلوك المعرفي والمشورة النفسية والعلاج الجماعي والأسري بالفن والموسيقا والرسم والرياضة.

bk1.jpg

bk2.jpg

*نقص حاد بالكادر الطبي..
المشفى الذي يبعد عن حلب نحو ٢٠ كيلو مترا، والذي دمره الإرهاب خلال سنوات الحرب، أعيد ترميمه بعد تحرير حلب من سيطرة الإرهابيين، وقد عمدت إدارة المشفى منذ ذلك الوقت إلى تلافي النقص الحاد بالكادر الطبي بإتباع أساليب تشكل بالإضافة للعلاج الدوائي دفعاً مميزاً نحو تحسن المرضى وشفاء بعضهم بشكل تام والاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم ومواهبهم.
ضمن المشفى تجد أقساماً عدة بدءاً من مكتب القبول إلى العيادات الخارجية إلى المخبر والصيدلية ومن ثم الأجنحة المخصصة للرجال والنساء، فضلا عن قسم العزل الذي أدى الكثير من الخدمات خلال جائحة كورونا، وغيرها من الأقسام الأخرى التي هي بحق تعد منظومة متكاملة قد تتفرد فيها المستشفى التي تستقبل المرضى من سبع محافظات سورية.

* 156 ألف خدمة العام الماضي..

" الثورة أون لاين" التقت الدكتور محمد بسام حايك المدير العام للهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية الذي أوضح أنه بعد إعادة ترميم المستشفى تم إعادة تقديم جميع الخدمات التي تقدم للمريض النفسي ومن ضمنها خدمات الإقامة العلاج النهاري، العلاج النفسي للأطفال والمعالجات التفاعلية الحديثة بالتزامن مع رفع أداء الكوادر وخصوصاً مع النقص الحاصل في الكادر، مضيفاً أن مفرزات الأزمة أدت إلى ارتفاع نسبة الأمراض النفسية وزاد عدد المرضى النفسيين بشكل ملحوظ حيث قدمنا خدمات لأكثر من ٧٦ ألف مريض خلال النصف الأول من العام الحالي في حين تم تقديم 156336 خدمة خلال العام الماضي.

*تحفيز المرضى وتنمية مواهبهم..

وتابع الدكتور حايك: رغم ما تعرض له المشفى من تدمير كبير لحق بمقراته من قبل العصابات الإرهابية إلا أن إعادة الترميم التي تمت حتى الآن حققت إنجازاً على الأرض حيث واكب الأطباء كل التطورات الطبية والنفسية الحديثة والعلاجية من خلال استخدام جلسات للموسيقا مثلا وكذلك تحفيز المرضى على تنمية هوايات مثل الرسم والفن والرياضية، فضلاً عن علاج الإدمان وبرنامج الزيارات المنزلية الذي تم العمل به بشكل مكثف خلال جائحة كورونا.

*إطلاق برنامج "نوفر أمل". .
وإيماناً بأهمية التطوير الذاتي والمعرفي للعاملين أردف الدكتور حايك أنه أقيمت دورات متعددة في تنمية المهارات الإدارية والبشرية، كاشفاً أنه وانطلاقاً من المسؤولية المجتمعية والأخلاقية للهيئة العامة للمستشفى وضمن الجهود الكبيرة في حملة إزالة الوصمة المرتبطة بالمرضى النفسي فقد تم الإعلان عن الاطلاق النهائي لبرنامج " نوفر أمل" وهو عبارة عن وسائل دعم واتصال للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والأفكار المعاودة بالموت أو الانتحار عبر خط ساخن ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق إلكتروني على الهاتف المحمول ولذويهم كذلك.

*أهمية دور وسائل الإعلام ..
بدوره المدير الطبي للمشفى الدكتور زكريا وراق أشار إلى دور وسائل الإعلام لتوضيح حقيقة المرض النفسي وأهمية الدراما في هذا المجال، مؤكداً على أهمية تضافر جميع جهات المجتمع في هذه التوعية لتغيير الصورة الذهنية عن المرض النفسي.

bk5.jpg