هيئة تنمية البادية ..خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الحرب

شو صاير 10:07 03-08-2021

مُنيت هيئة تنمية البادية في محافظة حمص بخسائر مادية وبشرية منذ بداية الحرب العدوانية على سورية والأحداث في المحافظة، فقد تعرضت مراكزها للتخريب وخرجت المشاتل الرعوية التابعة لها والمنتشرة في البادية عن الخدمة وكذلك منشآت الآبار، بالإضافة إلى استشهاد أكثر من عامل من كوادرها وتسرب آخرين، ورغم تعافيها ما زالت الهيئة تعاني حتى الآن من تبعات الحرب، فمناطق وجود المحميات غير آمنة ما يعيق عمل الهيئة ويمنعها من تنفيذ المهمة التي وُجدت من أجلها، أي تنمية وتطوير البادية التي تشكل ثلث مساحة البادية في القطر أي ما يقارب 3.6 ملايين هكتار. ما انعكس سلبا على تطوير الثروة الحيوانية وخلّف آثاراً اقتصادية جمّة. زد على ذلك توقف دورات التنمية والمشاريع الصغيرة للمجتمع المحلي.

*خسائر بالأرقام وحلول إسعافية..
بين مدير هيئة تنمية البادية الدكتور"عمار خضور" أنه قبل العام 2011 كان هناك مشروع تنمية البادية، ثم تم إحداث الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية، وقد نفذ المشروع خدمات كثيرة في البادية كشق الطرقات وبناء المدارس والمراكز الصحية، وإقامة دورات توعوية لتنمية تأهيل أفراد المجتمع المحلي، أما حماية البادية فحسب القانون 62 لعام 2006 الذي نص على ضرورة حماية أراضي البادية لمنع حراثتها وإزالة التجاوزات وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين وإحالتها إلى الجهات المختصة لمعالجتها أصولاً، وكان يتبع للهيئة 33 محمية تشاركية وأربع محميات بيئية وعشر محميات رعوية حكومية.
 ومع بداية الأحداث في المحافظة تعرض مركز تدمر ومركز القريتين للتخريب وكذلك الوحدات الداعمة في المحطة الرابعة والطيبة الشرقية، وكذلك تعرضت منشآت الآبار وتجهيزاتها للتخريب، وعددها 141 منشأة، وخرجت ثلاثة مشاتل رعوية عن الخدمة كانت موجودة في تدمر والقريتين وقصر الحير، وكحل إسعافي وبديل أنشأت الهيئة في العام 2016 مشتلا رعوياً في منطقة السعن، تبلغ طاقته الإنتاجية 30 ألف غرسة رعوية متنوعة لضرورتها والحاجة الملحة لها، واستمر العمل فيه حتى العام 2019، حيث تمت إعادة تأهيل وتجهيز مركز القريتين وتم تنفيذ خطة العمل الأولى فيه في العام ذاته.
وتم إنتاج 160 ألف غرسة رعوية في العام التالي 2020 . وفي العام 2018 تمت زراعة 46 ألف غرسة رعوية في محمية الغنثر التشاركية, وفي العام التالي 2019 تمت زراعة 41 ألف غرسة في المحمية نفسها، وفي العام 2020 تمت زراعة 160 ألف غرسة رعوية في محمية القريتين التشاركية.

*خطة العام الحالي..
وأضاف "خضور" أنه تم في العام 2020- 2021 إنتاج 200 ألف غرسة رعوية, وتطمح الهيئة لرفع الطاقة الإنتاجية خلال العام القادم إلى 300 ألف غرسة, كما ستتم إعادة تجهيز مركز تدمر ووضعه في الخدمة لتنفيذ كامل الخطة المقررة في القادم من السنوات بهدف تأمين المراعي الطبيعية والأعلاف المجانية لمربي الثروة الحيوانية المتواجدين في مختلف مناطق البادية، وتقضي الخطة زراعة 200 ألف غرسة في محمية القريتين التشاركية.

*خسائر منشآت الآبار..
ولتعويض خسارة منشآت الآبار, عملت الهيئة على منذ العام 2018 وحتى الآن على تجهيز 21 بئراً موزعة على امتداد البادية في المحافظة، مع مراعاة توزع التجمعات السكانية ومربي الثروة الحيوانية (أغنام – ماعز) حيث يتم تقديم المياه مجاناً لهم بالإضافة إلى رفد نقاط الجيش العربي السوري بحاجتها من المياه، وذلك بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية وعلى رأسها المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في مدينة حمص، كما أن عمل الهيئة يتداخل مع جهات أخرى كالخدمات الفنية ومديرية الصحة والشركة العامة للكهرباء.

*الخسائر البشرية..
وختم "خضور"كلامه بالحديث عن الخسائر البشرية والإجراءات التي قامت بها الهيئة، حيث استشهد ثلاثة عمال من كادر الهيئة، وتسرب عدد كبير منهم بسبب الأوضاع الأمنية وحتى الآن تمت إعادة 140 عاملاً للعمل وفق الأنظمة النافذة، والعمل مستمر لإعادة من يرغب بالعودة للعمل.