فيروز .. كل سنة وانت النقاء

فن وسنيما 10:19 22-11-2021

ليس بغريب أن تحظى “الملكة” كما يسميها معظم السوريين بمكانة خاصة في قلوبهم وهم الذين عاشوا معها الزمن الجميل وحفظوا اغانيها بكل حب حتى لا تكاد تخلو صباحاتهم ومساءاتهم من الاستماع اليها وهي تحكي عن الامومة والطفولة.. الوطن والقضية..الارض والسماء.. السهل والجبل.. الحزن والفرح.

 

احبت دمشق.. هواها الأرقا .. فبادلتها الشام وأهلها الحب بالحب .. غنتها موالاً دمشقياً .. فكانت فيروز.. في بيوت السوريين وبين حنايا قلوبهم ألفة وخير وحب مثل الثلج .. في عيد السيدة فيروز ال٨٦ نهدي لها قلبا مليئا بالحب والسلام من ارض السلام سورية.

 

يسأل محبو فيروز عن الكنز المكنون في حضورها وسحر صوتها والهالة التي تحيطها ليأتي الجواب على لسان الموسيقار الراحل عاصي الرحباني في إحدى كتاباته ..أنا أعترف بشيء يهيمن دائما على صوت فيروز.. وهو شخصية صوتها الإنساني.

 

فيروز عندما سألتها الشام كيف عطرت السلام.. استنهضت مكنونات شعر سعيد عقل ليدعو الشام لتسكب في الشرق الظامئء من تاريخها ومجدها فهي بصوت فيروز ..ظمئ الشرق فيا شام اسكبي.. واملأي الكأس له حتى الجمام .. أهلك التاريخ من فضلتهم .. ذكرهم في عروة الدهر وسام.

 

وكيف لسورية ودمشق أن تغيب عن اشعار الاخوين الرحباني ومنها انطلقا للعالم وقدما فيروزتهما فهذا الوطن لا يفنى ولا يلين لتغني سفيرة النجوم أغنيتها سورية .. أسورية فلتعلم الشعوب.. بأننا نفنى ولا نلين.. أسورية ولتهنئ القلوب.. لن يدخل الغريب للعرين.

 

ولعرين الشام من يحميها.. هم بصوت فيروز الظافرون دوما إلى العلى فكانت “بلادنا موطن الهناء” كلمات وألحان الأخوين رحباني.. يا جيشنا الظافر يا من شاد مجدا عاليا.. يرد عنا العاديا.. إن نخوة لسورية.. الفجر يبدو ضاحيا والأفق يرنو صافيا.. إلى العلى إلى الضيا.. تقدمي يا سورية.

 

وعندما تتماهى كلمات شاعر الشام نزار قباني مع صوت فيروز يخرج موال نادر للوجود يتغزل فيه الاثنان بعاصمة الياسمين ففي “موال دمشقي” غنت فيروز..

يا شام.. يا شامة الدنيا.. ووردتها.. يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا.. وددت لو زرعوني فيك مئذنة.. أو علقوني على الأبواب قنديلا.

 

وتعطي دمشق لفيروز اسلوبا منفردا بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب فبأغنية “مر بي” تصبح أجمل الايام للشام هي الاتية .. مر بي يا واعدا وعدا مثلما النسمة من بردى.. تحمل العمر تبدده آه ما أطيبه بددا.. رب أرض من شذى وندى وجراحات بقلبي عدى.. سكتت يوما فهل سكتت.. أجمل التاريخ كان غدا.

 

و”على ضفاف بردى” تلاقت كلمات وألحان الاخوين الرحباني ملونة المدى ليخرج جيل من الموسيقيين السوريين تربوا في مدرسة فيروز وتعلموا من صوتها وتشربوا من عطائها ليغدوا عازفين منفردين في فرقتها على مدى سنوات طوال منهم عازف الأكروديون وسام الشاعر  المصنف ضمن أهم عازفي الاكروديون في الشرق وعمل مع السيدة فيروز بحفلات كثيرة أخرها في 23 كانون الاول 2011 حيث غنت لعيد الميلاد المجيد ورافقها عبر عزف منفرد على الته.

 

ولعازف الترومبيت السوري العالمي نزار عمران تجربة خاصة مع السيدة فيروز وابنها زياد فسجل معهما أغاني مسرحية “صح النوم” التي أعاد توزيعها زياد إضافة الى تسجيل بعض أغاني أسطوانة “ايه في أمل”.

 

حبل الود الذي يربط سورية ولبنان كانت فيروز باغانيها خير تعبير عنه فتلك السيدة التي نزلت من جبل لبنان الصلب باتت في دمشق حكاية لآجيال بصباحاتهم ومساءاتهم وعشقهم واغنية سلام .. بلادي وزهر دمشق يضوع.. بما في الذرا من شذا ضيع.. دمشق الجميلة عند ربى.. من الشرق طيبة المرتع.. بلادي عليك سلام الشعوب.. ففي البال أنت وفي المسمع.

 

الصحفية رشا محفوض