خيبة كبيرة أصيب بها مزارعو التفاح في اللاذقية، بعد أن تناهى إلى سمع بعضهم خبر أن اللجنة، المكلّفة بتسعير كيلو التفاح الذي سيقوم فرع السورية للتجارة باستجراره من المزارعين، حيث خلصت في اجتماعها الذي انعقد أمس، إلى تسعير كيلو التفاح نخب أول بسعر ١٠٠٠ ليرة، والنخب الثاني ب٨٠٠ ليرة، مع العلم أنه بحسب تقديرات مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين فإن تكلفة إنتاج كيلو التفاح الواحد على المزارع تصل إلى ٢٢٥٠ ليرة !.
“خسارة، وضياع لجهد المزارع الذي يتعب خلال العام ليبيع المحصول بسعر أقل من التكلفة”، بهذه العبارة يلخص المزارع أبو سعيد في ريف الحفة لـ”تشرين” واقع حال الزراعة الذي يسوء في كل عام عن العام الذي سبقه.. وبحسبة بسيطة، يشرح أبو سعيد كيف يكون المزارع خاسراً في عملية جني المحصول وبيعه: بين فلاحة أرض وسقاية ودفع تكاليف إنتاج، خاصة أدوية المبيدات والذي بات سعر الليتر الواحد منها ٢٠٠ ألف ليرة، تصل تكلفة الكيلو الواحد إلى ٢٥٠٠ ليرة، ناهيك بالتعب طوال العام بالعناية بالأشجار.
وأضاف: علمنا أن “السورية للتجارة “حددت سعر استجرار الكيلو ب١٠٠٠ للنخب الأول، ما يعني أن المزارع سيخسر أكثر من نصف التكلفة، وهذا يشكل خسارة كبيرة للمزارعين، خاصة الذين ليس لديهم مصدر رزق آخر.
بدوره، أعرض أبو شادي عن السعر الذي تم تحديده من قبل اللجنة، وقال: منذ فترة جاء إلي أحدهم وعرض علي أن يجني المحصول مقابل أن يدفع لي ١٢٠٠ ليرة عن كل كيلو مهما كان حجم الثمرة، وأضاف: “أليس ذلك أربح من البيع للسورية للتجارة، وتكبّد عناء جني المحصول”.
من جهته، قال المزارع نادر: بدءاً من الحمضيات إلى التفاح، لم يرقَ استجرار السورية للتجارة سواء بالكميات أم بالأسعار إلى ما يرضي المزارع وينصف تعبه وما تكبده من نفقات على مستلزمات الإنتاج، مضيفاً: لا يستطيع المزارع تحمل تراكم الخسارات، إذ سيجد نفسه في المحصلة أمام خيارين إما اعتزال الزراعة وترك المحصول على الأشجار، وإما قطعه والتدفئة عليه.
بدوره، قال رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية أديب محفوض لـ”تشرين”: اجتمعت أمس اللجنة المكلفة بتسعير كيلو التفاح الذي ستقوم السورية للتجارة باستجراره من المزارعين، وتضم اللجنة ممثلين عن مديرية الزراعة، اتحاد الفلاحين، السورية للتجارة، التجارة الداخلية وحماية المستهلك، برئاسة عضو المكتب التنفيذي المختص، وقد خلص محضر اجتماع اللجنة إلى اقتراح تسعير كيلو التفاح نخب أول بـ١٠٠٠ ليرة، والنخب الثاني بـ ٨٠٠ ليرة.
وأكد محفوض أن ممثل اتحاد الفلاحين وممثل مديرية الزراعة تحفظا على التسعيرة التي خلصت إليها اللجنة، بوصفها غير منصفة للمزارعين، وخاصة أنه حسب تقديرات الزراعة واتحاد الفلاحين فإن التكلفة الحقيقية لإنتاج كيلو التفاح الواحد على المزارعين يبلغ ٢٢٥٠ ليرة، مبيناً أن التسعيرة التي تم تحديدها لم تُقر بانتظار أن يعرض محضر اجتماع اللجنة أمام المحافظ لمناقشته وتوقيعه.
وأشار محفوض إلى أنه سيتحدث مع المحافظ بشأن التسعيرة بوصفها تشكّل غبناً للمزارعين، مقترحاً أن يتم رفع السعر إلى ١٦٠٠ ليرة للنخب الأول، مضيفاً: صحيح أن المزارع يخسر أيضاً لكن تبقى خسارته أقل من بيع الكيلو بسعر ١٠٠٠ ليرة.
من جهته، أكد عضو المكتب التنفيذي المختص علي يوسف لـ”تشرين” أنه لم يصدر أي قرار بعد بشأن التسعيرة الخاصة باستجرار التفاح من قبل “السورية للتجارة”، مبيناً أن محضر اجتماع اللجنة لم يعرض بعد على المحافظ، حيث ستتم مناقشته والتوصل إلى تسعيرة نهائية.
وكانت قدرت مديرية الزراعة إنتاج اللاذقية من محصول التفاح للموسم الحالي أكثر من ٢٦ ألف طن.
