أيام شامية فاتحة أعمال البيئة الدمشقية

فن وسنيما 13:54 20-04-2022

جسد المسلسل السوري أيام شامية من تأليف أكرم شريم وإخراج الراحل بسام الملا وإنتاج التلفزيون العربي السوري صوراً من واقع الاحتلال العثماني لسورية وبداية عصر النهضة في هذه البلاد مع تقديم تفاصيل من الحارة الدمشقية سوف تغدو لاحقاً صفة لازمة لكل عمل من البيئة الشامية.

وقدم المؤلف والمخرج في هذا العمل الذي عرض للمرة الأولى على الجمهور في رمضان 1992 تصورهما للحارة الشامية ومكوناتها بدءاً من زعيم الحارة الذي لعب دوره الراحل الكبير رفيق سبيعي والمختار مع الراحل عدنان بركات والفوال عبر الفنان القدير عباس النوري وحارس باب الحارة للراحل أدهم الملا وتفاصيل صغيرة جداً علقت في أذهان السوريين الذين تحلقوا حول الشاشة الصغيرة لمتابعة العمل الدرامي.

أيام شامية الذي تألف من 15 حلقة وألهم منتجي الدراما وكتابها ودفعهم لإنتاج العديد من المسلسلات عن البيئة الشامية بأحداث وقصص مختلفة روى حكاية دمشقية بطريقة بسيطة وسلسة ونص سهل دون مماطلة لدرجة أنه لم يحتج لثلاثين حلقة كما ستدرج عليه العادة في أعمال الموسم الرمضاني متناولاً قصة شارب محمود الذي رهنه عند التاجر أبي عبدو مصوراً يوميات صاحب المقهى والحلاق والمنجد والقبضاي سيفو الذي لعب دوره الراحل ناجي جبر.

وأظهر المسلسل تكاتف أبناء الحارة في الأحزان والأفراح وتصديهم معاً لاعتداءات جنود الاحتلال العثماني من خلال ممثلين مخضرمين بعضهم رحل عن عالمنا مثل تيسير السعدي وخالد تاجا وسليم كلاس إضافة إلى أبطال ما زالوا يبدعون ويضيئون الشاشة الصغيرة مثل سامية الجزائري ووفاء الموصلي وبسام كوسا.

ويؤكد الإعلامي والناقد ملهم الصالح في حديثه لنشرة سانا الثقافية أن أيام شامية يعتبر أحد أهم مفاصل الدراما السورية فمن الضروري أن نقف عنده بعد ثلاثين عاماً من إنتاجه لكونه نتاج مسيرة طويلة وحافلة للدراما السورية منذ عقد الستينيات.

ويصنف الصالح مسلسل أيام شامية من فئة “الدراما الشعبية” وهو المصطلح الأدق برأيه حيث ساهم العديد من المخرجين في إغناء هذا النوع من الأعمال التي ترصد بيئة دمشق منذ افتتاح التلفزيون العربي السوري حيث ظهر العديد من الأعمال وبرز معها مخرجون أمثال غسان جبري وعلاء الدين كوكش الذي قدم مع حكمت محسن مسلسلي يوميات أبو رشدي ومذكرات حرامي ليليها مسلسل حمام الهنا إخراج العراقي فيصل الياسري ونص نهاد قلعي.

وشهد عقد السبعينيات وفقاً للصالح ازدهاراً كبيراً للدراما الشعبية مع ظهور المخرجين خلدون المالح وأنيسة عساف وشكيب غنام كما قدم علاء الدين كوكش عام 1975 عملاً مهماً وهو أسعد الوراق المأخوذ من رواية صدقي اسماعيل.

ويرى الصالح أن إنتاج التلفزيون السوري لأيام شامية كان فاتحة لطفرة في الإنتاج شهدتها الدراما السورية واكبها انفتاح في قوانين الإنتاج الدرامي ولجنة صناعة التلفزيون والسينما ما ساهم في تطوير المنتج الدرامي مهما كانت طبيعته.

ويوضح الصالح أن مسلسل أيام شامية كان مشروعاً قيد الانتظار وكان المخرج علاء الدين كوكش مرشحاً لإخراجه ولكن تم فيما بعد اختيار بسام الملا للخروج بهذا العمل إلى حيز النور فتم بناء حارة كاملة في محاكاة لحي باب سريجة حيث تدور قصة العمل من تصميم وإشراف مهندس الديكور حسان أبو عياش التي شكلت إحدى مزايا العمل.

أما بالنسبة للنص فيشير الصالح إلى أن تجربة المؤلف شريم بلغت نضجها بسبب تأليفه لعدد من الأعمال بدءاً من ولاد بلدي سنة 1971 كما كان الممثلون المشاركون أحد العوامل الأساسية لنجاح العمل من حيث اختيار الشخصيات التي لعبوا أدوراها وتوليفة النجوم وما تراكم لديهم من خبرات طويلة.