ارتفاع التكاليف والتقنين الكهربائي يضيّقان الخناق على “مؤونة” الشتاء

شو صاير 08:28 04-08-2021

تستعد الكثير من الأسر في محافظة درعا خلال الأيام القادمة للبدء بموسم “المكدوس” بالتزامن مع قطاف بواكير محصولي الباذنجان والفليفلة، وسط مؤشرات تشي بأن تكون مؤونة الشتاء هذا العام من “المكدوس” على نطاق محدود وبكميات قليلة نظراً لارتفاع التكاليف التي باتت أكبر من أن يستطيع كثير من الأسر مجاراتها.
حديث شد الأحزمة في “المؤونة” هذا العام لا يقتصر فقط على “المكدوس” بل ينسحب أيضاً على أصناف عديدة كالبرغل والبازلاء والبامياء والفول ورب البندورة والكشكة والملوخية وغيرها الكثير من الأصناف التي اعتادت الأسر تجهيزها في مواسمها كمؤونة للشتاء، لكن ارتفاع الأسعار وطول ساعات التقنين الكهربائي ضيّقا الخناق على خيارات “المؤونة” هذا العام وأبقياها في حدودها الدنيا.
تقول إحدى السيدات في حديثها لـ«تشرين»: كثير من الأسر اضطرت هذا العام إما للتخلي عن “المؤونة” نهائياً أو إعدادها ولكن بكميات قليلة، فارتفاع الأسعار حال دون قدرة الكثيرين على تجهيز مؤونة الشتاء , فقد وصل كيلو البرغل إلى 2000 ليرة، ومثله كيلو البامياء، والبازلاء 3000 ليرة، ومثلها أيضاً الملوخية، مشيرة إلى أن هذه الأسعار المرتفعة ضغطت باتجاه تقليص حصة العائلة من مخصصاتها السنوية.
وتعد مؤونة الشتاء تقليداً هاماً وجزءاً من أساسيات ثقافة الادخار لدى العائلات في محافظة درعا، فلا تزال بعض ربات المنازل تحتفظ بالخزانة المخصصة لحفظ “المؤونة” والتي كان يطلق عليها أيام زمان “النملية” وهي أشبه بالبراد ، وحسب قول سيدة أخرى فقد عادت الطرق التقليدية لحفظ “المؤونة”، للظهور مجدداً وهي طرق تعتمد تجفيف الخضر كالبامياء والبازلاء والملوخية وغيرها، والاستعاضة بها عن عمليات التبريد التي لم تعد مجدية مع الانقطاعات الطويلة والمتكررة للكهرباء.
وفي السياق دخل عدد من السيدات في المحافظة على خط التصنيع الغذائي بمنتجات تصنف باعتبارها من أساسيات “المؤونة”، وذلك من خلال إحداث وحدات للتصنيع الغذائي في عدد من قرى المحافظة كوحدة بلدة “نامر” التي تم تجهيزها بأحدث المعدات وهي معمل بخط إنتاج يعمل به عدد من النساء ممن لديهن الكفاءة والامكانية على صناعة المنتجات الغذائية كالألبان والأجبان والكونسروة والمربيات بمختلف أنواعها.
وأشارت رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة بدرعا المهندسة جهينة الأحمد إلى أن افتتاح سوق منتجات المرأة الريفية في محافظة درعا جاء تتويجاً للجهود المبذولة في إطار دعم النساء الريفيات وتحسين دخلهن وإتاحة الفرصة لهن لعرض وتسويق منتجاتهن بشكل مباشر ومنظم وبجودة عالية وأسعار منافسة.
وتضم السوق التي جرى افتتاحها في منطقة البانوراما في مدخل مدينة درعا الشمالي، مجموعة متكاملة من المنتجات الريفية الزراعية والحيوانية، التي تنوعت بين الأجبان والألبان والسمن البلدي، و”المكدوس” والزيتون والمخللات، ومنتجات البندورة كرب البندورة، والبندورة المطبوخة والمجففة ودبس الفليفلة إضافة إلى الخضار المجففة والحبوب المغلفة كالبرغل والفريكة والفول.