المنظومة الصحية بدرعا .. نقص بالأطباء والكوادر التمريضية والفنية والأدوية

صحة 09:15 26-10-2022

يقول مدير صحة درعا الدكتور بسام السويدان أن القطاع الصحي بدرعا شهد قبل ٢٠١١ تطوراً ملحوظاً بعدد المشافي والمراكز وجودة الخدمات الصحية وتوفر الأدوية والتجهيزات الطبية المتنوعة، ولكن بعد عام ٢٠١١ تعرض هذا القطاع الهام لأضرار كبيرة بالمرافق والتجهيزات والكوادر بمختلف الإختصاصات.
أضرار كبيرة
وأضاف السويدان أن المرافق الصحية من مشاف ومراكز صحية وتجهيزات تعرضت للتخريب والتدمير والنهب والسرقة، خلال سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية، حيث تضررت مشافي /طفس ونوى وبصرى وجاسم والحراك/ بشكل كبير، بالتوازي مع تضرر عشرات المراكز الصحية في المدن والبلدات والقرى وخرجت من الخدمة، وتقدر تكاليف تلك الأضرار بعشرات المليارات من الليرات.

نقص
ولفت سويدان إلى أنه ولغاية العام 2018 خسرت المحافظة الكثير من كوادرها الطبية والتمريضية والفنية، مبيناً أن عدد الكوادر بقطاع الصحة قبل عام ٢٠١١ كان أكثر من ٤٦٠٠ من مختلف الإختصاصات وخاصة أطباء التخدير والنسائية والعصبية والقلبية والأذنية والعينية وغيرها من اختصاصات وعناصر التمريض والفنيين، بينما يصل العدد حالياً لحوالي ٢١٠٠ فقط أي أن هناك نقص بالأعداد يصل إلى ٢٥٠٠ من مختلف الفئات العامل، وكانت شريحة الأطباء الأكثر نقصاً بسبب سفر الكثير من الأخصائيين خارج القطر نتيجة الظروف السائدة وأصبح القطاع الصحي بحاجة ماسة للأطباء ذوي الإختصاص، وكذلك الممرضين والفنيين.
أطباء متطوعون

وأفاد السويدان أنه ونتيجة نقص أعداد الأطباء الأخصائيين فقد تم مؤخراً العمل بمشروع (الأطباء المتطوعين) في المشافي والمراكز الصحية، وقد أثمرت الجهود عن تفعيل بعض العيادات التخصصية بمركز العيادات الشاملة بدرعا مثل العينية والعصبية والأذنية وأمراض الدم وبمعدل دوام يوم بالأسبوع، وتشهد تلك العيادات إقبالاً كبيراً من المراجعين.
46 جهاز غسيل
وبهذا السياق شكا مرضى غسيل الكلية من نقص الأدوية وغلاء ثمنها بالمشافي الخاصة.
وحول ذلك أوضح السويدان أن هناك ٤٦ جهاز غسيل بمشافي إزرع والصنمين والعيادات الشاملة ويتم تقديم الخدمات لنحو ٢٠٨ مرضى وبمعدل ٥٠٠ جلسة غسيل اسبوعياً، ويتم استجرار الأدوية مركزياً من مستودعات الوزارة، وبالتالي يتأخر توفيرها بالوقت المناسب، مما يضطر المرضى أحياناً وللضرورة للغسيل بالخاص.
تأهيل وترميم
وبين السويدان أنه وبعد عودة الأمان للمحافظة عام ٢٠١٨ انطلقت عمليات الترميم والصيانة للمرافق الصحية من مشاف ومراكز صحية منها تراميم بمشفى طفس ونوى وبصرى الشام ويتم العمل حالياً بالتعاون مع المجتمع الأهلي على ترميم وتشغيل قسمي الإسعاف والتوليد بمشفى الحراك، وافتتاح ثلاث عيادات تخصصية في الجيزة ودرعا والصنمين، حيث يتبع للمديرية عدة مراكز تخصصية وهي (السل – الملاريا- اللشمانيا – السكرية – المركز السني) ونحو ٨٩ مركزاً صحياً موزعة على ثمانية مناطق صحية وست مشاف محيطية.
كاشفاً أن عدد المراكز الصحية التي هي خارج الخدمة حالياً هو ١٥ مركزاً وهي بحاجة للدعم والترميم.

خارج الخدمة
بدورها تعرضت مدرسة التمريض الواقعة بجانب مشفى درعا الوطني لدمار كبير وخرجت من الخدمة، والحاجة ماسة لبناء مدرسة جديدة بالسرعة القصوى وزيادة أعداد الطلاب المقبولين فيها لسد النقص الحاصل بالكوادر التمريضية، حيث كان عام ٢٠١١ عدد الطلاب فيها نحو ٣٠٠ طالباً وطالبة تراجع إلى مابين ٦٠ – ٧٠ وهو عدد لا يفي بربع الحاجة سنوياً، وعليه طالب الأهالي بزيادة أعداد الطلاب المقبولين لسد النقص.
حاجة ماسة
وبهذا السياق تشهد المرافق الصحية بدرعا نقصاً ملحوظاً بأعداد القابلات والفنيين مثل التخدير والأشعة والصيدلة، وهناك حاجة ماسة لهذه الإختصاصات في المراكز الصحية والمشافي، ولابد من زيادة أعداد طالبات القبالة بمدرسة التمريض لسد الحاجة.
طاقة بديلة
وخلال جولتنا في بعض المرافق الصحية لاحظنا عدم استقرار التيار الكهربائي بسبب التقنين والحماية الترددية الأمر الذي يستدعي الضرورة تركيب طاقة شمسية للمرافق الصحية لتوفير الكهرباء بشكل دائم لتشغيل الأجهزة، والعمل على تأمين محطة توليد أوكسجين بدلاً من الذهاب يومياً لدمشق لتعبئة الإسطوانات.
مركزية الأدوية
وشدد الأهالي على ضرورة توفير الأدوية وخاصة الإسعافية وأدوية الأمراض المزمنة وجرعات السرطان بالشكل المطلوب وحل مشكلة الإستجرار المركزي بالسماح للمديريات بشراء حاجتها من التجهيزات والأدوية كما كان معمولاً به سابقاً من أجل سرعة تأمين الأدوية للمرضى وعدم استغلالهم من القطاع الخاص.
نداء
وخلال جولتنا بمشفى طفس الوطني، وجه أهالي المدينة والمرضى المراجعين نداء للجهات المعنية بضرورة توفير السيرومات والقساطر الوريدية والسيتامول الوريدي والكواشف المخبرية وأدوية الالتهاب من إبر وحب وأدوية الكوليرا والحمى التيفية والمواد الإسعافية والعناية والعمليات الجراحية بالشكل الكافي، لأن الكميات الحالية غير كافية بالتوازي مع كثرة أعداد المراجعين بعد ظهور الكوليرا والحمى التيفية، حيث يقدم مشفى طفس الوطني خدماته لأكثر من ٣٠٠ ألف مواطن والحاجة ماسة لدعمه بالمستلزمات الطبية وتزويده بالأطباء المقيمين والأخصائيين.
مقترحات
واقترحت صحة درعا لحل مشكلة نقص الكوادر قبول طلبات الأطباء الإختصاصيين والمقيمين الفردية خارج إطار المفاضلة، والموافقة على تجديد عقود الأطباء المقيمين الراسبين في الأختبار النهائي نظراً للحاجة الماسة لهم، والسماح بعودة الكوادر المفصولة بحكم المستقيل ممن لم يثبت عليه شيء، وزيادة أعداد الطلاب بمدرسة التمريض، وزيادة بند النفقات والإعتماد المالي الخاص بإصلاح الأجهزة والسيارات والمحروقات والترميم.
وأخيراً
وأخيراً نلاحظ أن المنظومة الصحية بدرعا تعرضت خلال سنوات الحرب لأضرار كبيرة والحاجة ماسة للأطباء الأخصائيين والممرضين والفنيين وإعادة من هم بحكم المستقيل للعمل وزيادة أعداد الطلاب المقبولين بمدرسة التمريض والقابلات، وتأمين أجهزة طبقي محوري ورنين مغناطيسي لمشافى درعا ونوى وإزرع وبصرى الشام وتوفير الأدوية بالسرعة الممكنة بعيداً عن الاستجرار المركزي وصيانة وتأهيل المشافي والمراكز المتضررة

الثورة.