الجيولوجيا تبدأ باستثمار خامات الزيوليت تمهيداً لاستخدامه للأغراض الزراعية والصناعية

اقتصاد سورية 09:46 01-08-2021

بدأت المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية أولى خطوات استثمار خامات الزيوليت من قبل الكوادر الوطنية وبدأت الأعمال التحضيرية لاستخراج الخام تمهيداً لمعالجته ووضعه بالاستخدام المباشر وذلك من خلال استثماره ذاتياً أو طرحه كفرص استثمارية أمام القطاع الخاص بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

وفي بيانها الصحفي أكدت المؤسسة العامة للجيولوجيا إن الطاقة الإنتاجية السنوية خلال المرحلة الأولى تبلغ نحو 50 ألف طن في السنة الأولى وترتفع إلى 100 ألف طن في المرحلة الثانية وتشمل مراحل الإنتاج أعمال فتح المقلع والاستخراج ومن ثم تكسير وطحن المنتج للوصول إلى المواصفة القياسية ثم تعبئته ليكون جاهزاً للاستخدام المباشر للأغراض الزراعية والصناعية.

وأوضحت المؤسسة في البيان أن الزيوليت فلز طبيعي من الثروات الطبيعية المفيدة والمهمة وهو عبارة عن سيليكات الألمنيوم المائية المتبلورة وقد استعمل الطف الزيوليتي منذ ألفي عام كحجر مائي بالزراعة ويتشكل في بيئات جيولوجية تتراوح ما بين أعماق المحيط إلى المياه الضحلة في البحيرات الصحراوية ويرتبط (الزيوليت) ارتباطاً وثيقاً بالطف البركاني أي بالاندفاعات البركانية الطفية في البيئات المائية.

ونوهت المؤسسة إلى أن الزيوليت يتواجد في سورية في منطقة السيس بريف دمشق (نحو 170 كم جنوب شرق دمشق) باحتياطي جيولوجي يقدر بنحو 600 مليون طن وقد قامت المؤسسة العامة للجيولوجيا بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئة العامة للبحوث الزراعية بعدة تجارب تطبيقية لاستخدامه في الزراعة وأثبتت نجاعة استخدامه وقد تم طرحه كفرصة استثمارية لدى هيئة الاستثمار السورية لمتابعة إجراءات الترخيص في المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية حيث تقدم عدد من الشركات المهتمة للترخيص لاستثماره.

ويمتاز الزيوليت بخصائص فيزيائية مهمة أبرزها امتصاص الماء والغازات والأبخرة إضافة إلى التبادل الشاردي ونزع الماء والناقلية الحرارية ولهذه الخصائص تطبيقات بيئية وصناعية وزراعية واقتصادية كبيرة.

وحول استخدامات الزيوليت في مجال الزراعة بينت المؤسسة أن استعماله مع كمية من السماد الكيميائي يؤدي إلى طول فعالية هذه الأسمدة لفترة تمتد إلى خمسين سنة إضافة إلى أن السماد مع الزيوليت يبقى في الطبقة العليا من التربة فيستفيد منها النبات مباشرة دون ضياع أيٍ منها وقد ثبت من خلال التجارب العالمية أن مزج الزيوليت بنسب معينة مع الأسمدة يؤدي إلى زيادة إنتاج القمح من 13 إلى 15 % وكذلك زيادة إنتاج محاصيل الخضراوات.

وأشارت الى أن الزيوليت يستخدم في المداجن حيث إن استعماله في خلطة علف الطيور يحفظ العلف من التلف ولمدة طويلة ويؤدي إلى تحسين نوعية وإنتاجية البيض (قشرة سميكة صعبة الكسر وحجم أكبر وعدد أكبر) كما يؤدي إلى زيادة حجم وزن الطائر فعند إضافة 5 إلى 6 % زيوليت للعلف يؤدي إلى زيادة بالوزن من 9 إلى 16 % لنفس الفترة الزمنية كما يستعمل الزيوليت الحبيبي لتنظيف المداجن بدون استعمال الماء إضافة إلى أنه يمتص الروائح الكريهة منها ويتحول الزيوليت الممزوج بفضلات الطيور والحيوانات إلى سماد عالي الفعالية وبفترة زمنية قصيرة جداً.

ولفتت المؤسسة إلى أنه في مجال الزراعة أيضاً يستعمل الزيوليت في تغذية المواشي من خلال إضافته بنسبة 8.5 إلى 10 % لعلف الحيوانات لتغذية الأغنام والأبقار والماعز مما يؤدي إلى زيادة وزنها لنفس الفترة الزمنية من 25 إلى 40 % كما تحفظ الجنين وقد تؤدي إلى ولادة التوائم وزيادة وزن الجنين كما تؤدي التغذية بخلطة الزيوليت لإعطاء نوعية من اللحم الطري الفاتح اللون للعجول والخراف.

وبحسب المؤسسة يستعمل الزيوليت في مجال البيئة في تنقية مياه الشرب وتنظيف خزانات المياه من الشوارد المعدنية الضارة ويستعمل أيضاً في معالجة الفضلات لكون له ميزة مهمة هي امتصاص الشوارد الضائعة وغير المسيطر عليها وذلك بتمريرها خلال أنبوب يحوي الزيوليت كما يستعمل في معالجة الفضلات المعدنية وذلك في عمليات مصانع المعادن الحديدية والقلوية والمصهرات ومصافي النفط.

وذكرت المؤسسة في بيانها أن للزيوليت فوائد أخرى في مجال البيئة تتمثل في السيطرة على الروائح وخاصة في صناعة الجلود وبيوت تربية الحيوانات والدواجن وفي مهن تربية السمك حيث يجنب الأسماك الأمراض كالتهاب الخياشيم وإعاقة النمو وتخريب الدماغ والعقم ثم الموت وهو قادر على امتصاص النشادر أربع مرات أكثر من الشوادر الغضارية وكذلك يستخدم في تخزين الخضار والفواكه فكل طن واحد من الخضار أو الفواكه يحتاج لكيلو غرام واحد من الزيوليت فقط في المخازن.

وأضافت المؤسسة أن أهمية الزيوليت تتجلى في مجال الصناعة حيث يدخل في صناعة المنظفات الكيميائية بدلاً من مادة غالية الثمن هي ثالث فوسفات الصوديوم ويدخل في صناعة الزجاج والإطارات المطاطية وأيضاً في صناعة الأجهزة الإلكترونية كماص للرطوبة ويدخل في صناعة الخزف والبورسلين كما أن خاصية الزيوليت الحابسة والمحررة للماء يمكن أن تستعمل في التبريد وتنقية الغاز الطبيعي في آبار ومصافي النفط إضافة إلى استعماله في نزع مركبات معينة من الأبخرة الغازية