الحرب أنهكت زراعة الزيتون في درعا.. وأكثر من 3 ملايين شجرة مثمرة خرجت من الإنتاج

محليات 11:08 25-07-2021

قدرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من الزيتون لهذا الموسم بحوالي 21 ألف طن من الثمار، و2800 طن من الزيت، وهذا الرقم التقديري الأولي من الإنتاج يُشير إلى تراجع ملحوظ بكميات الإنتاج.. فما هي أسباب هذا التراجع ؟؟

* شح الأسمدة والأدوية..

المزارع "عصام سليمان" قال إن من أسباب تراجع أعداد أشجار الزيتون خلال سنوات الحرب الإرهابية الظالمة على سورية هو غلاء أثمان الأدوية والمكافحة، وقلة مياه الري وشح المحروقات وغلاء أجور الخدمات الزراعية، وبالتالي ترك المزارعون أشجارهم عرضة لليباس والتحطيب لعدم مقدرتهم المادية على تأمين السيولة المادية للخدمات الزراعية.

* أمراض الزيتون..

وأوضح المزارع "محمد المحمود" أن قلة الرعاية والعطش وغلاء ثمن الأدوية الزراعية والأسمدة أدى لإصابة الكثير من الأشجار بالأمراض مثل ذبابة الزيتون وعين الطاووس وغيرها، وبالتالي أصبحت تكاليف المكافحة أعلى من الإنتاج. وهذا الأمر جعل الكثير من الفلاحين يقطعون الأشجار وبيعها كحطب للتدفئة.

ha2.jpg

* قلة المحروقات..

وكشف الفلاح "زياد شحاده" أن قلة المحروقات وغلاء ثمنها كان له الدور الكبير في تراجع إنتاج الزيتون، لأن الزيتون بحاجة لعدة ريات خلال فصل الصيف، وبالتالي تكبد المزيد من الخسائر.
ونوَّه الفلاح منير شرف أن مخصصات المحروقات لري الأشجار غير كافية، وبالتالي يضطر الفلاح لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار كاوية تصل إلى ٢٥٠٠ ليرة لكل ليتر.

* أدوية غير فعالة..

وبيَّن المزارع "محمد الجنادي" أن الأدوية الزراعية الخاصة بمكافحة أمراض الزيتون وغيرها التي تُباع عبر التجار غير فعَّالة، ولا تحقق الفائدة المرجوة منها، مطالباً بضرورة توفيرها عن طريق المصارف الزراعية لأنها ذات ضمانة وفعالية أكثر ومراقبة من قبل الجهات المعنية.
وشدَّد المزارع فؤاد أحمد على ضرورة توفير الكميات الكافية من الأسمدة والأدوية الزراعية للفلاحين من خلال المصارف الزراعية وبأسعار مناسبة.

* وتراجع الزيت..

وأكد المزارع "فرحان جاد الله" أن إنتاج المحافظة من زيت الزيتون تراجع بشكل كبير حتى وصل إلى 2800 طن في الموسم الماضي، وبالتالي أدى ذلك لارتفاع كبير بأسعار الزيت، ولم يعد باستطاعة المواطنين شراء زيت الزيتون، وأصبح يُباع بالليتر ونصف الليتر.
* بوادر إيجابية..
أما المزارع محمد فلاح فأشار إلى أنه وبعد عودة الأمان وتحسن أسعار زيت الزيتون باشر الكثير من المزارعين بزراعة الزيتون لتحسين دخلهم المادي، وتأمين حاجتهم من الزيت لمؤونة المنزل.

* تراجع كبير ..

المهندس بسام الحشيش معاون مدير زراعة درعا أكد أن إنتاح المحافظة من الزيتون كان قبل عام 2011 يتجاوز الـ 65 ألف طن، وبعد ذلك العام بدأ إنتاج الزيتون وكباقي المحاصيل بالتراجع بشكل ملحوظ حتى وصل هذا الموسم إلى حوالي 21 ألف طن كتقدير أولي.

* قلة الرعاية..

ولفت الحشيش إلى أن الحرب الإرهابية الظالمة على سورية كان لها تأثير كبير على تراجع المحاصيل الزراعية ومنها الزيتون، حيث تراجعت رعاية الفلاحين للأشجار وترك الكثير منهم مزارعهم عرضة للعطش والتحطيب بسبب الأوضاع، وعدم قدرتهم على الوصول لمزارعهم، وبالتالي عطش الأشجار ويباسها، حيث كان بالمحافظة قبل عام 2012 نحو ستة ملايين ونصف المليون شجرة زيتون أغلبها مثمر كانت تنتج نحو 65 الف طن زيتون و11 ألف طن زيت وتراجعت حالياً إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون شجرة تقريباً.

ha3.jpg

* عودة لزراعة الزيتون..

وبينت رئيسة دائرة الزيتون بزراعة درعا المهندسة حنان الخياط أن الفلاحين عادوا لزراعة حقولهم بأشجار الزيتون بسبب استقرار الاوضاع، وتوفير الشتول عبر مشاتل زراعة درعا، وأصبحنا نشاهد حقول الزيتون والحواكير المنزلية تزدهر من جديد، وخلال فترة قليلة ستعود شجرة الزيتون لتحتل المرتبة الأولى بالمحافظة. مؤكدة أن الزراعة تدعم المزارعين، وهناك توجهات ومدارس حقلية للزيتون لتعميم طرق المكافحة الحيوية وطرق الري الحديث وإدارة المحصول.

* وأخيراً:
واقع شجرة الزيتون وكباقي الأشجار المثمرة بدرعا لا يسر الخاطر وتراجعت أعدادها بشكل كبير يقارب النصف، وبالتالي تراجعت الإنتاجية وأصبحت درعا مستوردة لزيت الزيتون بعد أن كانت مصدرة للمادة، وارتفعت أسعار صفيحة زيت الزيتون حتى وصلت إلى أكثر من 175 ألف ليرة.
فهل تُبادر الجهات المعنية على دعم مزارعي الزيتون وتشجيع زراعته من جديد، وتأمين مستلزمات زراعته بأسعار مدعومة وافتتاح صندوق لدعم شجرة الزيتون