اكتُشِفت بالقرن الحالي.. مقبرة صلخد بالسويداء ثماني غرف ولقى أثرية متنوعة

فن وسنيما 08:39 04-06-2021

تمثل مقبرة مدينة صلخد بالسويداء الواقعة على السفح الغربي من قلعتها أحد الشواهد على حضارة موغلة بالقدم تدل عليها العديد من المكتشفات الأثرية التي تترك تساؤلات لدى الباحثين والمهتمين بالشأن الأثري والتاريخي.

المقبرة وهي عبارة عن مغارة من المخروط البركاني تم الكشف عنها بحسب رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان في مطلع القرن الحالي والدخول إليها عام 2004 ثم تم تشكيل بعثة وطنية للتنقيب فيها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.

وبين رئيس دائرة الآثار أنه من خلال نتائج أعمال بعثة التنقيب والاستعانة بترجمة الشواهد الجنائزية والسرج واللقى الفخارية يمكن الاستنتاج أن المقبرة استخدمت لأكثر من فترة زمنية  “نبطية..رومانية.. بيزنطية” ويبدو أن الإنسان قد حسن جوانبها وسقفها ومدخلها لاستعمالها كمدفن جماعي.

وأشار الدكتور كيوان إلى وجود تنوع باللقى الأثرية في المقبرة من سرج وصحون وجرار فخارية إضافة لأساور وخلاخل وخواتم ونقود وأقراط برونزية وذهبية وعدد من الأساور الخارجية إضافة لقارورة زجاجية وكسر لفوهات وقواعد الكؤوس الزجاجية وحلقات معدنية للتوابيت الخشبية وكم هائل من المسامير الحديدية لتثبيت الأخشاب.

وتتألف المقبرة وفقا لرئيس دائرة آثار السويداء من ثماني غرف صغيرة مختلفة الأحجام مع وجود غرفة مغلقة بواسطة جدارين حجريين مرتفعين حتى سقف المقبرة وهي بمحاذاة الغرفة الأولى وبهذا تم ضم الغرفة الثانية للأولى مبيناً أنه بعد الكشف عن ماهية الغرفة الثانية بالحفر على سطح المقبرة من الخارج تبين وجود فجوة في السقف تم تدعيمها من الداخل بجدار حجري لسدها منعا للدخول للمقبرة إلا من الباب الرئيسي.

وأوضح كيوان أن هناك ثلاثة أحجار كبيرة الحجم وطويلة تفصل بين الغرف الأربع الأولى عن باقي الغرف كما توجد للمقبرة باحتان ويشاهد في وسط الباحة الأولى مقابل المدخل بقايا الواح خشبية متفتتة ومهترئة إضافة لعدد من الحجارة المبعثرة بشكل عشوائي كما تتم مشاهدة كسر فخارية منتشرة على المدخل وكذلك كسر عظمية مختلطة بالحجارة تتوزع بأكثر من جزء من المقبرة.

والشيء المهم والبارز في المقبرة كما ذكر الدكتور كيوان وجود كم هائل من الألواح الخشبية ما زالت محافظة على لونها وشكلها مبيناً مدى اختلاف طريقة الدفن ضمن المقبرة حيث يمكن تبين ثلاث حالات للدفن كما أن المقبرة كانت مقسومة إلى قسمين الأول يتم فيه الدفن وهو مؤلف من الغرف الخامسة والسادسة والسابعة بينما باقي الغرف كانت مكاناً لتجميع الهياكل العظيمة إضافة لوجود عوارض خشبية طولانية في الغرفتين الخامسة والسادسة تقومان على أرضية طينية أو كلسية وتوضع الجثث ضمنها على الأرضية ثم تغطى بألواح خشبية مع إحاطتها بحجارة لتثبيتها.

وأشار الدكتور كيوان إلى أن الواجهة الامامية للمقبرة مقسومة إلى قسمين الأول عبارة عن خمسة مداميك حجرية مختلفة القياسات مبنية بشكل رائع دون وجود طبقة مونة بين الحجارة وتنتهي عند باب المقبرة أما القسم الثاني فيتألف من ثلاثة مداميك يتوسطهم باب حجري مؤلف من قطعة واحدة واتجاهه للغرب ويفتح نحو الجنوب للداخل.

وينتصب على يمين مدخل المقبرة بحسب رئيس دائرة الآثار ثلاث شواهد حجرية بازلتية وعلى اليسار ست شواهد وهي شواهد جنائزية ذات أشكال مستديرة في قمتها وهناك حجر منقوش تم اكتشافه مباشرة على يمين الباب وأمام جدار الواجهة شاهدة أخرى كانت مقلوبة أمام الباب تماما وهذه الشواهد قسم منها نقشت بالأحرف اليونانية والقسم الآخر عليها نقوش نبطية وقد ترجم النصوص الفرنسي جوليان بتكليف من المديرية العامة للآثار والمتاحف.