لم يكن دخول مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية منذ أيام لمجموعة مدارس العمل المناخي العالمية المعتمدة Tag، أمراً صعباً أو مستحيلاً، فكفاءة طلابه ومدرسيه وإتقانهم مهارات اللغة واستخدام التكنولوجيا جيداً كان كفيلاً بوصولهم لهذا الإنجاز العالمي.
طلاب المركز الذين حققوا خلال السنوات الماضية مراكز مهمة في مسابقات عالمية يفتخرون بما وصلوا إليه اليوم مع مدرسيهم، ويؤكدون أن هذا الإنجاز سترافقه إنجازات أخرى، حيث ستكون أمامهم مسؤوليات مضاعفة وعمل كبير ومهم على مدى عام، وسيتيح لهم هذا المشروع العالمي الذي يضم طلاباً من مختلف البلدان النقاش والحوار والتفاعل مع طلاب في مدارس عالمية يتبادلون خلالها معارفهم وخبراتهم في الموضوعات البيئية وتحديات المناخ.
السعي للتعلم البرمجي
مدير التربية في اللاذقية عمران أبو خليل أوضح لـ(تشرين) أن انضمام المركز للمشروع يعدّ حافزاً علمياً كبيراً للطلاب، وسيمنحهم فرصة مهمة للعمل بشكل مشترك مع فرق طلابية من جميع أنحاء العالم، ويشجعهم على التعلم الذاتي ويحفز قدراتهم ويصقل شخصيتهم، ويمكّنهم من اختراق الحدود المصطنعة، وكذلك السعي نحو التعلم البرمجي والتحول في التعليم، وهذا يمهد للمواطنة العالمية عن طريق التعلم.
ولفت أبو خليل إلى أن الخلاف مع أي دولة في العالم لا يعني ألّا نكون في المرتبة الأولى في العلم ونتجاوز الصعوبات ونتميز.
اعتراف بكفاءة مدارسنا
فائدة علمية ومعنوية كبيرة سيحققها المركز من دخوله المشروع، كما أكد المشرف العلمي للمركز باسل سلطان في حديثه لـ(تشرين) قائلاً: دخولنا البرنامج اعتراف مهم بكفاءة المدارس السورية والطلاب والكادر التدريسي الموجود فيها، كما أنه يلقب الطلاب والمدربين بأبطال العمل المناخي، وهذا سيدخل الطالب بحالة التحدي لإيجاد وتحديد المشكلات المناخية لكونه بطلاً، والعمل كفريق لاقتراح الحلول التي سيتم الأخذ بها من قبل البرنامج ونشرها وتعليمها وتعميمها على كل مدارس العالم، وهذا يوصلنا لحالة معنوية مهمة جداً، وسيكون لدينا عام كامل من العمل.
وأشار سلطان إلى أن الطلاب المشاركين من مختلف دول العالم تتراوح أعمارهم بين ٥-١٨ عاماً، لافتاً إلى أن الجهود ستتركز خلال هذا العام لدراسة أسباب وتأثيرات تغير المناخ، وتطوير الحلول بشكل علمي أكاديمي، ومن ثم اقتراح الإجراءات وتنفيذها حيث سيتخلل العمل مقاطع فيديو و برشورات للتوعية، وسيتم نقاش عدة مشكلات بشكل علمي من وجهة نظر فيزيائية وكيميائية سيدخل فيها البرمجة والذكاء الصنعي لمعالجتها وحلّها أو التخفيف منها.
فرصة للتميز أكثر
وأوضح سلطان أنه سيتم توزيع العمل والمهمات بين طلاب المركز الذين سيشاركون في هذا البرنامج حسب قدرات كل طالب، والتي تختلف حسب عمر كل طالب، حيث تم تحضير ثلاثة اختراعات علمية مهمة وهي استخلاص الماء من الرطوبة الجوية ومعالجتها لتكون صالحة للشرب، واختراع تعقيم المياه بالأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة لاختراع تعقيم الجو عن طريق الأوزون وتم تقديمها للمشروع.
تشرين
