53 عاماً على جريمة إحراق الأقصى… الاحتلال يواصل إشعال النار والفلسطينيون يؤكدون مقاومتهم

سياسة 12:13 21-08-2022

في السادسة من صباح الحادي والعشرين من آب عام 1969 دخل الإرهابي الصهيوني دنيس مايكل روهان إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة عبر باب الأسباط وواصل مسيره نحو باب الغوانمة ثم دخل المسجد الأقصى بتنسيق كامل مع قوات الاحتلال الإسرائيلي حاملاً حقيبة تحتوي على مادتي البنزين والكيروسين.

توجه روهان إلى المصلى القبلي في المسجد ووضع حقيبته أسفل درجات المنبر وقام ببل وشاح صوفي بمادة الكيروسين وفرش أحد طرفيه على درجات المنبر والطرف الآخر في الوعاء الذي ملأه بالمواد الحارقة ثم أشعل الوشاح وفر مغادراً الأقصى عبر باب حطة والبلدة القديمة عبر باب الأسباط.

أتت النيران على 1500 متر مربع من المصلى القبلي البالغة مساحته 4400 متر مربع ومن ضمن المعالم التي طالها الحريق مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية بما يحمله من رمزية دينية وتاريخية وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وقد سقط جزء من سقف المسجد نتيجة الحريق وكذلك أعمدة حجرية كما أتت النيران على 74 نافذة وزخارف وزجاج ملون وتمثل تلك المحتويات التي احترقت الوجه التراثي والحضاري للأقصى.

وبينما سارع الفلسطينيون لإخماد النيران بملابسهم وبالتراب والمياه الموجودة في آبار الأقصى قطع الاحتلال الماء عن المصلى القبلي ومحيطه ومنع فرق الإطفاء من الوصول إليه بسرعة لضمان أوسع انتشار للحريق.

وللتهرب من مسؤوليتها الكاملة عن هذه الجريمة النكراء ادعت سلطات الاحتلال أن روهان مختل عقلياً ورفضت فتح تحقيق في حيثيات جريمته لتقوم فيما بعد بترحيله إلى أستراليا التي قدم منها دون أن يحاسب على ما اقترفه.

وفي الخامس عشر من أيلول عام 1969 أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 271 بأغلبية 11 صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة أدان فيه إسرائيل واعتبرها مسؤولة عن الحريق باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال ودعاها إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير الوضع في القدس.

53 عاماً مرت على جريمة الاحتلال الإسرائيلي بإحراق المسجد الأقصى والنار ما زالت تستعر وهو ما أوضحه وزير الأوقاف الفلسطيني حاتم البكري في تصريح لمراسل سانا حيث لا يزال الاحتلال ينفذ خططاً ممنهجة لقلب الحقائق وتزييف التاريخ من خلال استمرار الحفريات أسفل المسجد وفي محيطه وتكثيف اقتحامات المستوطنين وتكسير محتويات الأقصى التاريخية والأثرية من أبواب وألواح وشبابيك خلال الاقتحامات التي تتم بشكل يومي.

وطالب البكري المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو بالخروج عن صمتها والتحرك العاجل لوقف جريمة الاحتلال المستمرة بحق الأقصى مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن المسجد الذي يمثل قلب فلسطين النابض وسيستمر بحمايته من عمليات التهويد.

مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أشار إلى أن جريمة إحراق الأقصى عام 1969 جزء من مخطط متكامل يواصل الاحتلال تنفيذه للاستيلاء على الأقصى وما يحيط به من أبنية وأسوار تاريخية وصولاً إلى تفريغ كل المنطقة المحيطة به من الوجود الفلسطيني من خلال هدم المنازل والاستيلاء على العقارات وإقامة بؤءر استيطانية لإحكام الحصار عليه مؤكداً أن الأقصى يمر اليوم بواحدة من أخطر المراحل في تاريخه ما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لاعتداءات الاحتلال ووقفها.

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أوضح أن ذكرى إحراق الأقصى تتزامن مع تكثيف الاحتلال اعتداءاته على المسجد في محاولة لفرض أمر واقع وتغيير الملامح التاريخية والحضارية والدينية للأقصى وتهويده لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني ينظم اليوم سلسلة فعاليات في الذكرى الـ 53 للجريمة لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة الخروج عن صمته تجاه جرائم الاحتلال وللتأكيد على رفض سياسة الأمر الواقع التي يريد الاحتلال فرضها في الأقصى والقدس.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي طالب اليونيسكو بتفعيل دورها وحماية الإرث التراثي والديني والحضاري في القدس من اعتداءات الاحتلال مشدداً على أن الشعب الفلسطيني مستمر بنضاله ودفاعه عن مقدساته حتى إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

الخارجية الفلسطينية أوضحت أن ما يتعرض له المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ مما تتعرض له مدينة القدس برمتها من عمليات تهويد وتعميق للاستيطان وتغيير معالمها وهويتها الحضارية المسيحية والإسلامية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للمدينة ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى باعتبارها عاصمة دولة فلسطين والمدخل الرئيسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.