104 أعوام على وعد بلفور المشؤوم الذي سرق فلسطين

سياسة 12:59 01-11-2021

104 أعوام مضت على وعد بلفور المشؤوم الذي زرعت بموجبه بريطانيا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في جريمة لا تزال آثارها الكارثية تلاحق الشعب الفلسطيني في كل شبر من أرضه فيما يواصل الصمود والمقاومة دفاعاً عن حقوقه وفي مقدمتها حقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة.

في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 وجه وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية بأمر من رئيس حكومته ديفيد لويد جورج أكد فيها أن بريطانيا ستبذل كل جهدها لإقامة “كيان لليهود” على أرض فلسطين في أحد أخطر فصول المؤامرات التي حيكت للمنطقة العربية والمتواصلة حتى اليوم بهدف تفتيتها ونهب ثرواتها.

الحكومة البريطانية عرضت نص الوعد على القوى الاستعمارية حيث وافقت عليه فرنسا وإيطاليا في عام 1918 تبعتهما الولايات المتحدة في عام 1919 بعد أن كانت أعطت موافقتها الضمنية عليه قبل إعلانه وخلال مؤتمر سان ريمو في نيسان عام 1920 وافق المجلس الأعلى لحلفاء الحرب العالمية الأولى على أن تتولى بريطانيا “الانتداب” على فلسطين وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ وفق ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب ما يؤكد تنسيق هذه القوى الاستعمارية وتحضيرها المسبق لسرقة فلسطين من أهلها وضمان تحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها الاستعمارية في المنطقة.

ومنذ بداية الانتداب عملت بريطانيا على جلب الصهاينة إلى فلسطين من كل أرجاء العالم ليجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين.. قوات الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية الذين ارتكبوا جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين وتهجير 750 ألفا منهم فقط خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 1948 وكل هذا تم بدعم كامل من بريطانيا التي أعلنت إنهاء الانتداب في الـ 14 من أيار ليعلن الصهاينة في اليوم التالي إقامة كيانهم الغاصب الذي ضغطت الدول الكبرى لضمه إلى منظمة الأمم المتحدة ولا تزال الدول ذاتها تقدم له الدعم المطلق في مجلس الأمن وتغطي على جرائمه ليبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية.

واليوم وبعد مرور 104 أعوام على الوعد المشؤوم يؤكد الفلسطينيون تشبثهم بأرضهم ومقاومة كل مخططات الاحتلال حتى استرجاع حقوقهم كاملة وفي مقدمتها حق العودة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي بين في تصريح لمراسل سانا أن وعد بلفور مؤامرة بريطانية تمت بالتنسيق مع القوى الاستعمارية وهو لا يستهدف الشعب الفلسطيني وحده بل الأمة العربية جمعاء لتفتيتها وسرقة مقدراتها مؤكداً أن الصهاينة لن يتمكنوا من اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه أو كسر إرادته ومقاومته التي لن تتوقف حتى نيل حريته ودحر الاحتلال.

وأشار البرغوثي إلى أن الفلسطينيين ينظمون في كل عام بذكرى الوعد المشؤوم فعاليات في الداخل الفلسطيني وفي العالم وأمام سفارات بريطانيا للتنديد بالوعد ومطالبتها بالاعتذار مبينا أن هناك عدة دعاوى قضائية مرفوعة في المحاكم البريطانية لتحميل لندن المسؤولية الكاملة عن وعد بلفور وما نتج عنه من مآس وجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي لفت إلى أن المجتمع الدولي ومنذ وعد بلفور متقاعس تجاه القضية الفلسطينية التي لا تزال القوى الاستعمارية تتآمر لتصفيتها مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يعول على التحول الكبير الحاصل على مستوى شعوب العالم ووعيها للظلم الذي يتعرض له جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف أن بريطانيا ارتكبت خطأ تاريخيا بوعد بلفور وآن الأوان أن تعتذر للشعب الفلسطيني وتدفع ثمن جريمتها موضحاً أن ذكرى الوعد لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكاً بحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس فالحقوق لا تسقط بالتقادم والاحتلال إلى زوال ومطالباً الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها الخاصة بفلسطين وفي مقدمتها القرار 194 الذي يؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أوضح أن ذكرى وعد بلفور تأتي في ظل جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الفلسطينيين من قتل وتهجير واستيطان وهدم للمنازل وتنكيل بالأسرى والحصار الخانق الجائر على قطاع غزة مطالباً المجتمع الدولي بمساءلة الاحتلال على جرائمه وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وبريطانيا بالاعتذار والاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة ذات سيادة وعاصمتها القدس.