يقول المثل : إذا أرادت الأقدار أن تسعد الفقير ؛ فإنها تجعله يضيع حماره ، ثم يجده .
أي لا تعطيه حمارا جديدا أو بغلا ..
تصوروا درجة السعادة حين تفقدون شيئا جميلا تم تجدونه .
ومنه : نفقد الكهرباء ثم تطل بإطلالتها المشعة .. حتى أننا نشغل الأدوات التي لسنا بحاجة إليها . . كم هو مؤنس صوت الغسالة أو صوت المكنسة .ولتذهب نجاة الصغيرة إلى الجحيم ..
مثلا : نفقد البنزين لأيام ، ثم تشتغل الهواتف . . البنزين حل ضيفا في كازية كذا . فتسري السعادة في الأوصال وتدب الحيوية حتى في أجساد الكسالى . نعبئ البنزين وتتحول السيارة من حمارة إلى مخلوق يسير على أربعة قوائم .
المازوت : ، كان الصهريج يدخل إلى القرية في موكب مهيب ، يرافقه أمين الفرقة الحزبية شخصيا . وينتقل الموكب كالحجلة من غصن إلى غصن . والناس تغمرهم سعادة لا تضاهى .
الآن تأتيك رسالة بكل رقي لتذهب وتحصل على اسباب رفاهيتك .
والله عملت منسف حين حصلت على المازوت ،
وحين أشعلت الصوبيا وتدفأت بنارها قلت : ما أروع جهنم ، اللهم لا تغفر لنا خطايانا .
هذه السعادة لا نجدها في الدول الغربية بشكل خاص . لأن حكوماتهم مثل الحيط ، لا تأبه بسعادتهم . فالكهرباء مثل ( اللزقة ) لا تغادر أبدا . شو ثقل هالدم ؟
مرة اتصل بي صديقي وسألني : ماذا تفعل ؟
قلت له : اشرب المتة والآن شرفت الغالية .
فكر اني اقصد الحبيبة ، وقصدت الكهربا .
حتى البنزين والمازوت .. شي بيخنق من الملل .
كل حكوماتنا المتعاقبة ، كانت خبيرة بالطاقة الحيوية والتنمية البشرية . تعرف كيف تعمل مساجا لأعصاب المواطن وتزود شاكراته بالطاقة الإيجابية ، لتدخل السعادة إليه ، وتعلمه التفكير الإيجابي ..
وقطع الكهرباء والنت لساعات يتيح لنا التأمل وتعزيز طاقة المكان ، وقراءة الكتب .
الحكومة حابة تثقفنا وتوعينا وبتظلو تنتقدوها .
عييييب عليكن ..