يا فتاح يا عليم .. -- فواز خيو

10:32 28-11-2021

تطور آلية ومصادر الخوف عند المواطن السوري ..

كان الانسان عندنا يخاف من الضبع أو أي وحش  في الليل، وخاصة في القرى.

يخاف أيضاً من اللايذات، كما يسميها كبار السن، أي المصائب الفجائية التي لم تكن في التوقع.

وعلى صعيد الحياة العامة، طبعاً يخاف من المخابرات والمخبرين، أو يرتعب ..

في الفترات الأخيرة تطورت وسائل وآلية الرعب عند المواطن السوري، حيث دخلت وسائل لا تقل رعباً.

فمثلاً: يرتعب المواطن إذا فتح سطل السمنة ووجد أنه أصبح في نهايته،

أو نظر إلى البرغل او الرز ووجدهم في نهاياتهم.

إذا طهر أحدهم ابنه فالرصاص يشتعل وكأنك في معركة، فترتعب خوفاً معتقداً أنه هجوم  لداعش، وتكتشف أن حمامة ابنه والتي يجب أن تكون رمزاً للسلام هي التي قوضت سلامك.

يرتعب الإنسان من أي مشادة في الشارع مخافة أن تتحول لاشتباك مسلح.

يرتعب الإنسان من دخوله سوق الخضار والفواكه مخافة أن يعود لأطفاله دون شراء غداء درجة ثالثة.

يرتعب من دخول محل السمان، حيث الأسعار ترتفع وهو في المحل.

يرتعب من لمسة رومانسية من زوجته مخافة أن تكون مقدمة لطلب لا يستطيعه.

يرتعب من أطفاله حين يسألونه عن قضية، مخافة أن يرغبوا في شرائها.

حتى في النوم تهاجمه المنامات والكوابيس، وكأن الحكومة هي التي تنتجها،  استكمالاً لبرنامجها المعيشي.

الشيء الوحيد الذي لا يرعبه، وربما يدخل الطمأنينة إلى قلبه هو مجيء السيد عزرائيل، فينتفض مرحباً به: ليش تأخرت لهلق؟.

يبتسم عزرائيل ويقول له: لهلق حتى وصلت رسالة تكامل.