من يآزر كورونا في سورية؟!!

10:24 26-07-2020

 

كتبت عزة شتيوي

 من يآزر كورونا في سورية ؟!! لوكان الفايروس قادرا على التوقيع لضمه دونالد ترامب الى جوقة التحالف الدولي في الشمال السوري ..واشنطن تفتح (لكوفيد 19) كل الأبواب لتزيد من معاناة الشعب السوري ..حتى اوروبا وتركيا تنحنيان عند باب (قيصر) لدخول الوباء الى سورية ..واسرائيل ايضا تحوم.. تزامن بالعدوان هجوم الفايروس كما من زامنت قبله هجوم الارهابيين ....غرف التآمر المشتركة تستهدف حتى المنفسة في سورية .. في أمس الأزمة كان التخوف على (حرية )الشعب السوري يلوح من قصف الطائرات الاميركية والعدوانات الثلاثية على سيادة البلاد ..ثمة من وجد(الديمقراطية )تقطر وترشخ مع الدم من قطع الرقاب بسيف داعش .. واليوم أين كل هذا( التخوف) على السوريين وماعنوانه في استمرار العقوبات والاحتلالات فوق تكاثر كورونا ..أين هي الغيرة الغربية على مصلحة الشعب السوري وصحته ..ولماذا لاتخرج البيانات الانسانية الا على حدود المصالح السياسية لواشنطن في سورية والمنطقة !! لا أحد من الجوقة في الغرب يكترث لاعداد المصابين المتزايده ..الموت خنقا بكوفيد 19 يشبه كثيرا ذاك الموت الذي رأيناه تحت قذائف الارهاب وظلال سيوف النصرة وداعش ..عدادات الجثث والضحايا تعطلت فجأة في تقارير المنظمات الانسانية المنحرفة لاتجاه سياسة واشنطن ..حتى مراكز الرصد الاعلامي المشبوه لحقوق الانسان لاتعمل الا لقياس الضغط على الارهابيين والانذارات بخساراتهم ..ليس ثمة من يرصد واقع الشعب السوري المحاصر بالعقوبات ووباء الكورونا .. اختفى من قاموس المرحلة مايسمى مؤتمر المانحين ..فمليارات الاوروبيين وبعض الخليج والعرب لم تكن لتهطل الا فوق امارة الجولاني والبغدادي ورشوة الدول لشراء ورقة اللاجئين اما المساعدات لتخفيف آلام السوريين في ظل كورونا فقطاع طريقها متأهبين دائما في الأمم المتحدة !! حتى المنصات التي تقول انها معارضة رقصة كالدببة في حفلة اعلان قيصر وخنق الشعب السوري من رئتي الاقتصاد والصحة ..فهل هناك من يجادل بعد بأن الغرب لايريد المرور بمصالحه السياسية فوق خرائط موتنا وخراب المنطقة بأكملها .. بل اكثر من ذلك ..لم يستحِ ترامب في كسر الحجر الصحي بمزيد من التعزيزات لقواعد احتلاله في الشمال وشرق شمال سورية ..تحرش ايضا بالأجواء والطائرات المدنية.. وادعى قانونية رعب المدنيين في ظروف الحرب ..واطلق اردوغان كالقرد يقفز بمخالبه الارهابية من سورية الى ليبيا ويحرك جيوش المرتزقة في كل المنطقة ..فالمطلوب اليوم ان يتحلل الشرق الاوسط بين المعارك والوباء لتنفذ اسرائيل خطط الضم وصفقة القرن على مساحات المرض والدماء !! ...في توقيت كورونا يستغل ترامب كل دقيقة فحضانة الفيروس في عهدته وسباقه الاول مع طرح اللقاح وتمرير الاجندات السياسية قبل ان يصل الترياق لانقاذ العالم و المنطقة من فايروس كورونا ..فبيئة الوباء تلائم نشاط ترامب السياسي وتمكنه من تمرير تعهداته لاسرائيل بالتالي وصوله مرة اخرى الى المكتب البيضاوي في الانتخابات المقبلة ..والا.. من قرأ بيانا حول تخوف الغرب على صحة الشعب السوري ومعاناة سورية التي لم يتوقفوا عن حربهم ضدها خلال العشر سنوات الماضية ...هل هناك من تبرع غرباً حتى بمسحة طبية ..حتى القبعات البيضاء ارتدت (طاقية الاخفاء)ولم نجدها تعد تمثيليات الانقاذ من كورونا كما فعلت في مسرحيات الكيماوي بل اعتزلت مشهد الانسانية وذابت بانصهارات تطوره .. هي الفجوة الكبرى التي تقع فيها واشنطن ..جاذفت كثيرا بمصائر الشعوب وغالت بتفويضها (الالهي )لحروب نشر (الديمقراطية  ومحاربة الارهاب) .. بالغت كثيرا في مسرحياتها حتى وقعت في فجوة التساؤلات ..حول دورها في قيادة العالم وادارتها لمحنة كورونا .. اميركا لم تعد اولا ..بل باتت بعيدة عن مركز القيادة العالمي متخوفة من ظهور الاقطاب الاخرى وتفوقها لدرجة ان مايك بومبيو طلب من روسيا التحالف الديمقراطي ضد الصين ..ابتسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأميركا تبدو مضحكة في تراجيديا الخسارة الكبرى !!