معظم الشباب المقبلين على الزواج يفضلون الفتيات الموظفات!

20:36 17-09-2019

دينا عبد- تشرين

معظم الشباب يرغب في الارتباط بفتاة موظفة، وذلك نظراً للوضع المعيشي السيئ، فأول ما يعجب الشاب بفتاة يسألها إن كانت موظفة، وفي حال كانت لا تعمل وطرح الموضوع على أهله فإنهم يعارضون وينصحونه بالبحث عن فتاة أخرى بشرط أن تكون موظفة.

معظم الفتيات عبرن عن رأيهن في موضوع بحث الشباب عن فتاة موظفة، منهن من تقول: إنه من حقه.. وأخرى تقول: لا حول له ولا قوة، فقد بات الحصول على الوظيفة ليس أمراً سهلاً. وفي ذلك عبرت ربى التي تعمل في القطاع الخاص عن رأيها في هذا الموضوع وقالت :بصراحة أكثر من شاب تقدم لخطبتي، وعندما يتعرف علي ويعرف أن وظيفتي ليست ثابتة أو سوف أتركها بمجرد زواجي يتراجع عن فكرة الزواج، ولكن بعد كل تجربة أقول الحمدلله، فهذا الشاب قد ظهر على حقيقته، فمعظم الشباب يريدون راتب الفتاة ولا يريدونها لشخصها ..

وهنا تتساءل ربى: ما ذنب الفتاة إذا كانت متعلمة ولم تحظ بوظيفة دائمة؟ أما من وجهة نظر أيهم، فالموضوع عكس ذلك تماماً فهو لا يجد عمل الفتاة مقياساً للزواج منها، أو أن الفتاة الموظفة مرغوبة وتحظى بالشاب أكثر،ودليل ذلك كما يتحدث أيهم أن نسبة "العنوسة" بين الموظفات مرتفعة، وأكد أن الحب عنده أهم ولا تعني له الوظيفة أي شيء مع أن أحواله عادية، إنما يفضل الفتاة غير الموظفة والتي ستربي أولاده مستقبلاً. أما عدنان فيجد أنه من الطبيعي في هذا الوقت الصعب أن يبحث الشاب المقبل على الزواج عن فتاة موظفة ففي ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية بناء أسرة ومصاريف وحده.

تجربة خاصة

فاتن تبحث لأخيها الشاب المقبل على الزواج عن فتاة وترغب في أن تكون موظفة وفي هذا السياق تقول: ليس من المعيب أن يبحث الشاب عن الفتاة الموظفة وخاصة بعد أن وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الغلاء الفاحش، فالفتاة الموظفة في نظرها تساعد زوجها على مصاعب الحياة وسد حاجات المنزل ومصاريف الأولاد، فعمل المرأة يكون دعماً للرجل وللأسرة معاً.

الباحثة الاجتماعية- رغداء الأحمد كان لها وجهة نظر ورأي خاص فيما يتعلق بموضوع البحث عن الفتاة الموظفة من قبل الشباب المقبل على الزواج حيث قالت: من منطلق واقعي لابد من الاعتراف بأن الإمكانات المادية لأغلبية الشباب في مجتمعنا اليوم غير كافية على تحمل أعباء تكوين الأسرة بشكل منفرد لأسباب عديدة، منها إفرازات الحرب والتدمير الممنهج والتخريب المقصود والقتل المتعمد وتهجير الناس وضياع فرص العمل وانتشار الفقر والحاجة، إضافة إلى غلاء المنازل سواء للتملك أوللإيجار وانخفاض إمكانات الأسرة المعتمدة في دعم الأبناء وتوفير الركائز التي يبنى عليها البيت الزوجي، أضف إلى ذلك، الأسعار الكاوية للأثاث المنزلي مهما كان متواضعاً، و"سيادة" العادات والتقاليد التي تعد المهر الغالي ضماناً لمستقبل الفتاة.

وأشارت الباحثة الاجتماعية إلى انتشار حالة التقليد والبحث عن المظاهر في الهدايا واللباس والذهب والحفلات والمنافسة التي تشتد كلما كان المحيطون بالفتاة من ذوي الدخول المرتفعة، وانتشار ظاهرة الطلاق أو الخلافات الزوجية الواسعة والضياع لحقوق النساء وتعرضهن للفاقة أو التشرد وخاصة بوجود الأطفال وهم الضحية الأخطر في الأسر غير المستقرة، فقد أصبح وجود الطفل في العائلة مصدراً للمعاناة الكبيرة بحكم غلاء حاجاته الغذائية والنفسية ولوازمه التعليمية والاجتماعية.

لكل هذه الأسباب وغيرها يعيش الشباب في دوامة البحث عن سبيل يؤمن لهم تكوين أسرتهم وتحقيق حلمهم بامتداد النسب وتوفير الضمان الاجتماعي للمستقبل، فيبحثون عن فتاة منتجة موظفة أو صاحبة مشروع مهما كان متواضعاً بهدف التعاون لتحقيق الحلم الذي لن يتحقق من دون هذا التكامل، ولا يمكننا أن نتجاهل انعكاس التمكين الاقتصادي للمرأة على وجودها وشخصيتها وحقوقها ومكانتها في أسرتها وفي مجتمعها.

وهنا تظهر مشكلات تتعلق بالفتاة غير المنتجة وانكماش حلمها في الاختيار الزوجي حتى لو كانت ذات علم وباحثة عن عمل وبشكل خاص عن وظيفة، لذلك تقول الباحثة الاجتماعية إن الإنتاج لا يرتبط بعمل وظيفي محدد، وهناك الكثيرات ممن استطعن الإقلاع بعملهن الخاص مهما كان بسيطاً ليصبح لهن مورد دائم يكفيهن شر الحاجة ويدعم الأسس التي تبنى عليها الأسرة، حلم الوظيفة يجب أن يتوسع ليصبح العمل والتطوير والتوسع، ويتم ذلك في الريف وفي المدينة.

كما علينا ألا ننسى ضرورة الاهتمام بجوهر الإنسان علمه وأخلاقه وسلوكه أكثر من مظاهر البهرجة والتقليد والثراء ولاسيما غير الشريف لأنه سيأتي يوم وينعكس الحرام على صاحبه مع ضرورة تعزيز القناعة واستمرار العمل لتحقيق الطموح المشروع.

عائلات بالآلاف استطاعت أن تؤسس حياتها بمجهوداتها وأن تطور إمكاناتها بكثير من الصبر والقناعة والعمل، وهذه التي نراها اليوم ناجحة ومستقرة وأولادها متفوقون .

وفي السياق ذاته، عائلات أخرى تملك المال والإمكانات ولكنها فشلت وانهارت ولم ينفعها مالها، وتوجهت الباحثة الاجتماعية إلى كل فتاة بألا تنتظر العريس وهي فارغة اليدين وخاوية المعرفة، بل يجب على كل فتاة متابعة تعليمها وتعزيز قدراتها واستثمار موهبتها في اختياراتها لمهنتها التي ستبدع فيها، يجب عليها تطوير ثقافتها نحو ثقافة التكامل والتعاون بين الزوجين وليس ثقافة التواكل والاعتماد على الآخر.