كورونا التطبيع.. والانزلاق (بالسلام) إلى وادي السيليكون !

15:19 16-08-2020

 كتبت عزة شتيوي:

كيف تغلغل هذا الفايروس في جسد المنطقة؟!.. كورونا التطبيع.. والبيع غير المرئي لما تبقى من أنفاس القضية الفلسطينية... ثمة من يمهد (لمناعة القطيع) بالاستسلام والسلام مع القاتل... مع إسرائيل... قنطار من التنازلات بحفنة من وعود نتنياهو.. قالها رئيس حكومة العدو.. سنضع الضم في الثلاجة ريثما تنتهي حفلة خلع الأقنعة على أبواب المزيد من السفارات العربية في (تل أبيب)..

نتنياهو متفائل.. هناك من يهمس في أذنه أن الإصابات العربية والخليجية بفايروس التطبيع قد تتكاثر.. وتتجاوز الخط الأحمر وكل خطوط النكسة.. تأتيه الإشارة أيضا بأن الزمن الذي قيل فيه إن النفط ليس أغلى من دم القضية قد مضى.. وإن دولاً أخرى تواقة لتشهر الزواج السري مع الكيان وتلتزم بيت الطاعة.. فبعد كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو يترقب نتنياهو (اتفاقية ترامب)...!!

فالرئيس الأميركي مغرم بالملكيات الحصرية وبتسجيل مزيد من خراب المنطقة باسمه.. الأكثر لفتاً هو صهره ومستشاره جاردير كوشنير الذي قال إن اسرائيل ستغدو ( وادي السيليكون) قريباً في الشرق الأوسط - ووادي السيليكون هذا هو كناية عن منطقة للصناعات التكنولوجية الذكية و المتطورة في أميركا -.

ربما تعمد كوشنير إغراء المطبعين بارتجاج مصطلح السيليكون والتباسه على من يعتقد أنه من وحي التجميل والإغراء لراقصة مرتقبة على مسرح الشراكة مع العدو..وإلا ..

ما الفائدة الكبرى أو حتى الصغرى لإعلان التطبيع في هذه المرحلة التي تحاول بها فلسطين استرداد عافيتها المقاومة بعد الطعنة المؤلمة لإعلان صفقة القرن.. وبعد كل هذا الخراب والإرهاب الذي ضرب العراق ودمر اليمن وليبيا واستهدف سورية بتخطيط من واشنطن وشركائها في المنطقة... ما الفائدة.. سوى أن اسرائيل تريد أن تخلع آخر ورقة توت عن سياسات بعض الدول العربية والخليجية وتتباهى بعريها المكبل بسلاسل الكيان أمام أي مواجهة أو عدوان أو حتى عملية تخريبية تقوم بها إسرائيل المحتلة؟.

السؤال الأهم وسط التدهور التاريخي للحالة العربية يجيب عليه محور المقاومة.. ماذا يعني إعلان التطبيع إذا كان البيع العلني لكل قضايا الأمة العربية بات على أرصفة قرار التعاون الخليجي ومركزه الأساسي في الجامعة العربية؟!.. فما قبل توقيع اتفاقات السلام.. هو ذاته ما بعدها، والفرق فقط في سعر صرفه بين السوق السياسية السوداء والعلنية لإسرائيل.. والخسارة طبعاً من الجيب الخليجي... طالما أن التنسيق السري مع العدو بات إجبارياً وإلزامياً بعد توقيع (سلام الإفلاس) رغم أنه في انعكاساته ليس إلا فرزاً علنياً للمواقف الإقليمية من القضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها من سورية إلى العراق واليمن وحتى ليبيا..

ليس غريباً ما يجري اليوم من إعطاء (هدايا) لترامب ونتنياهو ما قبل الانتخابات.. (فالسلام).. هو الورقة الرابحة في صناديق انتخاباتهم طالما أنهم فشلوا في الحروب خاصة على سورية وأخفقوا بتصفية القضية بمحاولة شراء مفتاح العودة.. لكن التطبيع هذا لا يشبه إلا محاولة ترامب الالتفاف على مجلس الأمن وقراره من تمديد حظر الأسلحة على إيران.. ترامب قال سنلجأ الى (سناباك).. وهو بند عقابي في الاتفاق النووي.. ألم يمزق ترامب الاتفاق ويخرج منه؟ يبدو أنه احتفظ ببند العقوبات.. تماما كما التطبيع لأولئك الذين لم يدعموا حجر الانتفاضة يوما