أصابع أمريكية خفية تحرك وتدغدغ أحلام داعش الإرهابي في البادية السورية

14:27 14-12-2020

 

 نور ملحم

برزت قضية النفط السوري في خضم الأحداث التي تشهدها البلاد كواحدة من قضايا الصراع بين اللاعبين المحليين والخارجيين، حيث لجأ كل طرف إلى توظيف سيطرته على هذه الحقول، وفق أجندته الخاصة، لكن أهمية هذا الصراع ازدادت حدة مع حاجة السوريين الماسة إلى النفط في ظل العقوبات الأمريكية التي فرضت على البلاد.

خلال السنوات الماضية استعادت قوات الجيش السوري مدعومة بحلفائها براً وجواً، مساحات جغرافية واسعة، وخاصة في عمق البادية السورية التي تشكل أهمية ميدانية وسياسية وتحمل أهمية اقتصادية كبيرة لما تحتويه من منشآت للنفط والغاز.

اليوم عادت تنشط بين الحين والآخر فلول الإرهابيين، الذين اختبأوا في جيوب هذه البادية، حيث شكلوا مجموعات أخذت تنفذ هجمات متقطعة على مناطق للجيش السوري والحلفاء في حين يتصدى لها الأخير بكل حزم ويوقفها مباشرة. محاولاتهم في استهداف منشآت النفط والغاز باتت فاشلة نتيجة الحراسة الجيدة من قبل قوات تساند الحكومة السورية، والمعلومات تُفيد بوجود بعض الروس بين هذه القوات التي ضيقت الخناق على داعش الإرهابي في وسط هذه المنطقة الصحراوية مما أدى إلى عجز تام للتنظيم الإرهابي للاستيلاء على الحقول النفطية. حيث أن هذه الحقول تؤمن الآلاف من براميل النفط وآلاف الأمتار المكعّبة من الغاز للحكومة السورية، وهي بأمس الحاجة إليها في ظل تناقص موارد الطاقة وما سببه هذا التناقص من أزمات في قطاعات الوقود والغاز المنزلي والكهرباء لذلك فإن الإعلان عن عودة نشاط داعش الإرهابي حالياً، ما هو إلا نشاط للجيش الاميركي على مواقع ونقاط الجيش السوري والحلفاء، أي كل ما يمكن أن يرمز إلى استقرار للدولة السورية في تلك المنطقة وبالتالي إعاقة حصولها على الموارد النفطية ، وهنا الدور أمريكي واضح عبر الاستثمار بهذه التسميات الإرهابية من داعش والتنظيمات المشابهة إيديولوجيا. فالولايات المتحدة الامريكية تستغل انشغال العالم بوباء كورونا، وانشغال كل وسائل الإعلام في جميع انحاء العالم بالحديث عن تطورات الفيروس كوفيد 19 وتحوله إلى جائحة عالمية، وتقوم بكل ما يمكنها من نشاطات في المنطقة الشرقية من البادية السورية في هذه الأثناء من خلال تحريك مجموعات داعش الإرهابية النائمة في جيوب البوادي السورية، من أجل تحقيق مصالح واشنطن والتي باتت معروفة في المنطقة.