الصحفيون.. وزوجة الأب الظالمة ! .. محمد أحمد خبازي

11:55 08-06-2022

لم تترك الحكومة فئة نقابية أو مهنية ، إلا وعملت على زيادة تعويضاتها وتحسين وضعها الوظيفي والمعيشي ، وطبعاً نحن مع هذا التوجه ليشمل كل الفئات المجتمعية والعاملين بالدولة والمتقاعدين فيها . ولكن لم نقرأ عن اهتمام الحكومة لأمر الصحفيين ، ولم نلمس لها أيَّ إجراء عملي من شأنه تحسين حياتهم المعيشية ، رغم عددهم القليل نسبيًا قياسًا إلى أي نقابة أو مهنة أو فئة وظيفية ، ورغم الوعود المعسولة التي قطعتها على نفسها خلال سنوات طويلة بتحسين ظروفهم المعيشية الصعبة ، ولكنها لم تلتزم بها حتى اليوم !. بل إنها تجاهلتهم ـ وتتجاهلهم ـ في كل قراراتها التي تنصف بها العاملين بالدولة ، من مثل الأطباء بالمشافي العامة والمعلمين ، والعاملين بالمخابز والمخابر والنظافة العامة ، وغيرهم بقطاعات أخرى ، وأخيرًا القضاة. وهو ما ولِّدَ ـ ويولِّدُ ـ انطباعًا سيئًا لدى الصحفيين ، الذين يشعرون كأن ثمَّة عداوة بينها وبينهم ، أو ثأرًا قديمًا من أيام داحس والغبراء ، أو تُراها تظنهم " مريشين" ، أو أن رواتبهم الشهرية وتعويضات استكتاباتهم المخجلة بالواقع ، دولارية القيمة ، أو أن حياتهم المعيشية "عال العال" ، وأنهم لا يجوعون ولا يمرضون ، وليس لديهم أبناء بالجامعات والمعاهد ، وأن مداخيلهم الشهرية تكفيهم للمأكل والمشرب والملبس وتزيد عن حاجاتهم ، فتراهم يقضون عطلتهم الأسبوعية للترفيه عن أنفسهم وعائلاتهم بالمصائف والمطاعم وعلى شواطئ المتوسط !. حقيقةً لا ندري لماذا تعاملنا الحكومة كصحفيين ، معاملة الخالة زوجة الأب الظالمة ـ مع احترامنا لكل الخالات المحترمات والطيبات ـ رغم أننا من أبنائها الطيبين الوديعين !. ونعتقد أن سكوتنا على هذه الحالة من الإهمال والتطنيش ، هو ماجعلها تطمع فينا ولاتعيرنا أدنى اهتمام ، ولا تمنحنا أي تعويض ، ولا تفكر مجرد تفكير بتحسين وضعنا المعيشي المزري . وبالطبع معها حق ، فهي آمنة ومطمئنة من جانبنا ، وتعلم أننا لا " نخرمش " فأظافرنا مقلَّمة !. وهي تدرك تمام الإدراك ، أن الرضيع الذي لا يبكي لا ترضعه أمه الحنون ، أو لا تغيِّر له " الحفوضة" ، فما بالكم بالخالة المتجبرة !. نأمل من اتحادنا العتيد الذي سيعقد اجتماعه السنوي في 12 الشهر الجاري ، أن يرفع الصوت عالياً ، بحضور رئيس الحكومة أو وزير الإعلام إذا حضرا ، ومن المفترض أن يحضرا ، ليسمعا آلامنا ومعاناتنا من الفقر المدقع ، وضنك العيش ، وقسوة الإهمال والتطنيش. ونرجو عدم المكابرة فوضع الأغلبية العظمى منا أسوأ من السوء بحد ذاته . ولا يزاودنَّ أحدٌ علينا بالوطنية ، فنحن قدمنا للوطن مثل غيرنا من أبنائه البررة الكرام ، دماءً طاهرةً وأرواحًا عزيزةً . ونحن عين الوطن ولسانه ، وسيفه وترسه أيضًا، وكنا وسنبقى ، مهما تكن حالنا صعبة ، وحياتنا شاقة ، وأُمُّنا الحكومة جاحدة .