" آآآخ .. ياحكومة ... محمد أحمد خبازي

10:26 04-09-2022

تلقى المواطنون ثلاث ضربات على الرأس في هذه الأيام المباركة من أيلول !. أولها الهبة السعرية الجديدة على أسعار معظم المواد الغذائية وغير الغذائية ، التي جعلت على سبيل المثال لا الحصر ، كيس المحارم ذي النوعية الجيدة بـ 6500 ليرة ، وكيس مسحوق الغسيل محلي المنشأ وزن 2 كيلو بـ 12500 وهو الذي كان قبل أيام بـ 11 ألف ليرة.

وثانيها رفع بدل إصدار جواز السفر الفوري إلى 500 ألف ليرة .

وثالثها رفع قيمة جمركة الهاتف الجوال إلى الضعف ، بحسب السعر الاسترشادي للموبايل .

وبالطبع هذا لا يعني أن الضربات التي يتلقاها المواطن من الحكومة ، في حلبة الصراع اليومي قد انتهت ، أو ستنتهي ، بل من المتوقع ضربات أخرى بين الحين والآخر ، وقد تكون تحت الحزام ، وبعد صحوة المواطن من كل ضربة !. هكذا عودتنا الحكومة ، وهو ما نتوقعه منها بين كل ضربة وأخرى أي في الوقت المستقطع من تنفسنا الصعداء !.

فبدلًا من أن تعين حكومتنا الرشيدة مواطنيها على ظروف الحياة الصعبة ، التي تشتد في أيلول ، وبدلًا من أن تضبط فلتان الأسواق التي هبت الأسعار فيها بعد المنحة هبوبًا مريعًا ، تراها تصدر قراراتٍ عجيبةً غريبةً ، تزيد طينة حياتهم بِلَّةً ، وتجعل المواطن يتوجَّع و يصرخ " آخ ياراسي" أو " آآآخ ياحكومة " !.

والأنكى من كل هذا ، أن حكومتنا الغالية تحاول إيهامنا أو إقناعنا أن قراراتها تلك ، هي استجابة لرغباتنا كمواطنين ، وكأنها أجرت استبيانًا مجتمعيًّا ، أو استطلاعًا للرأي على مستوى البلاد ، وخلصت إلى نتيجة مفادها تلك الضربات !.

والغريب في الأمر ، سرعتها بإصدار تلك القرارات ، وتجاهلها مطالبات المواطنين اليومية وصراخهم على مدار الساعة ، بضرورة إنقاذهم من تغول مافيات الفساد والمال ، والمحتكرين والمتلاعبين بالأسعار ، والقضاء على الغلاء الفاحش المتنامي ، وزيادة رواتبهم الشهرية لتكفل لهم ولو الحد الأدنى من العيش الكريم .

ولكنها ههنا لا تبالي برغبات المواطنين الحقيقية ، وتصمُّ أذنيها عن نداءاتهم واستغاثاتهم ، لتبرهن لهم على انفصالها عن الواقع ، وأنها بوادٍ وهم في واد آخر . محمد أحمد خبازي